أثر برس

الجمعة - 29 مارس - 2024

Search

المشفى الوطني في الحسكة: حوالي 2000 حالة تسمم خلال هذا الشهر

by Athr Press G

خاص || أثر برس يزداد واقع مياه الشرب سوءاً في مدينة الحسكة والمناطق التابعة لها بسبب ضعف وارد مياه الشرب من “محطة آبار علوك”، التي تخضع لسيطرة القوات التركية، ما دفع السكان لاستخدام الآبار السطحية التي حفرت بدون تراخيص في المدينة لتأمين احتياجهم من مياه الشرب والاستخدام المنزلي.

تسمم مستمر

يراجع مركز اللؤلؤة الواقع وسط مدينة الحسكة نحو ١٥ طفلاُ يومياُ و٥ بالغين بمعدل وسطي نتيجة لشكايات تسمم غذائي وإسهال، الأمر الذي تبرره مديرية الصحة بتعدد الأسباب ولا تحصره بالمياه الملوثة، وعلى الرغم من تسجيل ٧٨٠ حالة تسمم لدى الأطفال و٢٧٠ حالة لدى البالغين في مركز اللؤلؤة لوحده خلال الفترة الممتدة بين الأول من الشهر الماضي وحتى ٢٠ الشهر الحالي، إلا مديرية الصحة لا تعتبر الأمر قد وصل حد “جائحة التسمم”.

يؤكد مصدر من المشفى الوطني بمدينة الحسكة الذي تسيطر عليها “قسد”، أن نحو ٢٠٠٠ شخص راجعوا المشفى ونقاط طبية أخرى بشكايات إسهال وتسمم غذائي منذ بداية الشهر الماضي وحتى اليوم، ومع ارتفاع درجات الحرارة يتخوف السكان من إصابة الأطفال بمرض “الجفاف”، نتيجة لقلة المياه الآمنة المصدر والإصابة بالتسمم الغذائي الذي قد ينتج عن تناول خضار مروية بمياه ملوثة أيضاً.

تقوم صهاريج تابعة لمؤسسة المياه وأخرى تابعة لمنظمات دولية بنقل مياه الشرب من آبار “الحمة” و”نفاشة”، ويصل معدل التقنين إلى نحو مرة ضخ واحدة لأي حي كل ٢٠ يوماً، الأمر الذي يجير السكان على اعتماد مصادر غير موثوقة لمياه الشرب.

علوك.. عقدة بلا حل

تقوم الفصائل الموالية للقوات التركية بتشغيل محطة ضخ واحدة في المحطة الواقع جنوب شرق مدينة رأس العين، والتي تعد المصدر الوحيد لمياه الشرب لمدينة الحسكة ونحو ٥٤ منطقة وقرية تتبع لها، والأمر ناتج عن التعدي على خط التغذية الكهربائي الخاص بـ “علوك”، والذي بات استهلاكه اليومي يصل لـ ٨ ميغا واط علماً أنه مخصص لنقل ٣ ميغا واط في الحد الأقصى، ما يعرضه للأعطال والفصل المتكرر.

بالنسبة للفصائل فإن تأمين التغذية الكهربائية لنقاط القوات التركية يعد أمراً ضرورياً أكثر من تشغيل محطة علوك بقدرة ضخ تؤمن مياه الشرب لنحو مليون شخص، ويقول مصدر محلي لـ “أثر برس”، إن أزمة علوك قد تنتهي إذا ما انهت شركة “ا. ك انيرجي”، التركية مشروع مد الشبكة الكهربائية الخاصة بها لتغذية المنطقة التي تحتلها تركيا من شمال محافظتي الحسكة والرقة، ودخول الشركة التركية للاستثمار في قطاع الطاقة داخل الأراضي السورية بشكل غير شرعي جاد بحجة وقف “قسد”، لتغذية “محطة تحويل المبروكة”، بالتيار الكهربائي، علما ان “قسد”، تبرر خطوتها بكونها ناتجة عن وقف عملية التوليد الكهربائي في “سد تشرين”، بريف حلب الجنوبي الشرقي بسبب نقص مستوى التخزين في البحيرة بعد أن قللت تركيا عبور مياه نهر ادفران نحو سوريا إلى ١٨٠ مترا مكعبا في الثانية، علماً أن الاتفاقية الموقعة بين دمشق وأنقرة تلزم بالأخيرة بالحفاظ على مستوى تدفق لا يقل عن ٥٠٠ متراً مكعباً في الثانية.

صراع الخدمات بين “قسد” وأنقرة لم يحرك المنظمات الدولية لاتخاذ خطوة نحو تحييد “محطة آبار علوك”، عن هذا الصراع أو إيجاد بديل لها، فبحسب المعلومات فإن المصدر الوحيد المحتمل هو بحيرة السد الجنوبي وهي ملوثة بشوائب نفطية ثقيلة حاليا بعد حدوث تسرب نفطي من الآبار القريبة منها قبل عامين، كما أن حفر آبار في محيط مدينة الحسكة مسألة غير وارة لقلة المخزون الجوفي من المياه في محيط الخابور، وحفر السكان لما يزيد عن ١٥٠٠ بئراً سطحية أثرت بشكل كبير أيضاً على هذا المخزون، فيما يعد مشروع استجرار مياه نهر الفرات ورقة ابتزاز جديدة تلعب بها قسد لتستجر المزيد من الدعم عبر مانحيها دون تنفيذ جدي لاستكمال المشروع الذي بدأته الحكومة السورية قبل الحرب.

اقرأ أيضاً