أثر برس

السبت - 27 أبريل - 2024

Search

القوات التركية تقصف معابد ومواقع أثرية شمال حلب

by Athr Press G

خاص || أثر برس  اتخذتِ القوات التركية المسيطرة على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، منحىً جديداً على صعيد اعتداءاتها باتجاه المناطق الخارجة عن سيطرتها في الريف ذاته، متعمدة قصف المواقع الأثرية بهدف تخريبها وإلحاق الأضرار بها.

فبعد سنوات من القصف الذي كانت تنفّذه تركيا ومسلحوها باتجاه المناطق والقرى السكنية المنتشرة ضمن مثلث “عفرين- إعزاز- تل رفعت”، في محاولات حثيثة لإيقاع أكبر خسائر ممكنة من الضحايا المدنيين وإلحاق الأضرار المادية بأرزاقهم وممتلكاتهم، بادرت قوات أنقرة الليلة الماضية إلى تنفيذ قصف هو الأول من نوعه لناحية استهداف مناطق خاوية من أي وجود بشري سواء على صعيد السكان المدنيين، أو حتى على صعيد “قوات تحرير عفرين” التي تشكّل الهاجس الأكبر للوجود التركي في شمال حلب.

ووفق ما نقلته مصادر “أثر” من شمال حلب، فإن القواعد العسكرية التركية المنتشرة في منطقتي إعزاز وعفرين، نفّذت في وقت متأخر من ليل أمس الأثنين، قصفاً مدفعياً استهدف المواقع الأثرية المنتشرة في محيط قريتي “كوندي مازن” و”خراب شمس” وهما القريتان اللتان تشتهران بوجود عدد كبير من المعابد والآثار التاريخية الهامة التي يعود تاريخها إلى العصور الرومانية القديمة.

وأشارتِ المصادر إلى أن القصف التركي كان موجهاً بشكل مباشر باتجاه الآثار المنتشرة في محيط القريتين، بغية إلحاق أكبر ضرر ممكن بها، فيما تركز القصف التركي باتجاه محيط قرية “خراب شمس” حيث توجد الكنيسة الأثرية وبعض المعابد القديمة، حيث أشارتِ المصادر إلى تعرض تلك المواقع للضرر بفعل القصف التركي.

وكان سكان قريتي “خراب شمس” و”كوندي مازن” نزحوا بشكل جماعي في وقت سابق نتيجة القصف التركي الذي كان يطال منازلهم في السنوات الماضية، باتجاه قرية “ذوق كبير” المجاورة، لتبقى القريتان منذ ذلك الحين، خاويتين على عروشهما دون أي وجود سكاني فيهما.

وتمتلك أنقرة سجلاً واسعاً من الانتهاكات بحق الآثار السورية الهامة الموجودة ضمن مناطق سيطرتها ومسلحيها في ريف حلب الشمالي، وخاصة في منطقة عفرين، التي تعرضت كل مواقعها الأثرية منذ الاجتياح التركي للمنطقة قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف، لعمليات تنقيب غير شرعية وتجريف وسرقة وتهريب للآثار، قبل أن تبادر تركيا ليلة أمس إلى تعمد إلحاق الأضرار حتى بالآثار الموجودة خارج نطاق سيطرتها، ما يؤكد على نوايا أنقرة الهادفة إلى إلحاق أكبر ضرر ممكن بالآثار السورية، وطمس ما أمكنها من الهوية التاريخية العريقة التي تشتهر بها مناطق شمال حلب على وجه التحديد.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً