أثر برس

السبت - 27 أبريل - 2024

Search

العشائر أكدت “لم ننتفض ضد قسد من أجل الخبيل”.. ما الذي أشعل الميدان في دير الزور؟

by Athr Press Z

لا يزال التصعيد يخيم على المشهد الميداني في محافظة دير الزور بين قوات العشائر العربية، و”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” المدعومة أمريكياً، وذلك منذ 27 آب 2023، وبدأت الاشتباكات بعدما أقدمت “قسد” على اعتقال  “أحمد الخبيل- أبو خولة” قائد أحد تشكيلاتها وهو “مجلس دير الزور العسكري” في الحسكة.

حادثة اعتقال “أبو خولة” كانت الشرارة التي أشعلت الميدان في دير الزور، حيث بدأ وجهاء وشيوخ القبائل العربية، بإصدار البيانات الرسمية والظهور بمقاطع فيديو يدعون خلالها القبائل العربية إلى التحشيد ضد “قسد” داعين أبنائهم المنتسبين إلى الأخيرة للانشقاق عنها، وفي هذا الصدد أكد شيخ قبيلة “العكيدات” الشيخ إبراهيم الهفل، أن المعركة مع “قسد” مصيرية لطردها من المحافظة، مشدداً على أن “تحرك العشائر في ريف محافظة دير الزور لم يكن من أجل قائد مجلس دير الزور العسكري، وإنما من أجل استعادة حقوق أهالي المحافظة التي سلبتها ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر في محافظة دير الزور، توضيحه عن سبب تصاعد التوتر الميداني في المحافظة بعد اعتقال “الخبيل” حيث قال: “قسد ارتكبت جرماً لا يغتفر بأن أدخلت مناطق جديدة بأكملها للمعركة، موسعة من نطاق المعارك” وأشار المصدر إلى “مجزرة ارتكبتها قسد في قرية ضومان، قتل فيها 4 مدنيين، إضافة إلى إصابة بحالة خطرة، ومن ضمن الانتهاكات، استهداف شباب وشيوخ خارجين من المسجد عند صلاة الظهر، حيث أطلق عليه الرصاص الحي، وسقط تقريباً 16 شخصاً بين قتيل وجريح، كانوا مجرد مدنيين خارجين من المسجد، ولا يحملون أسلحة”.

وبيّن المصدر أنه “من هنا، انتفضت العشائر، وتحديداً عشيرة العكيدات، وبدأت المعركة، وتحولت من قسد والمجلس، إلى قسد وعشائر دير الزور بأكملها”.

فيما تؤكد تحليلات أن هذه المعركة تعود إلى جذور تاريخية مرتبطة بالطبيعة السكانية للمنطقة، وفي هذا السياق نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر عشائرية تأكيدها على أن “المعارك الجارية لها أسباب تاريخية، وأخرى معيشية” موضحةً أن “المنطقة الشرقية من سوريا عانت، على مرّ العقود الماضية، من جملة احتكاكات بين المكوّنَين العربي (العشائري) والكردي، الأمر الذي أدّى، مع تحكُّم الأكراد بالسلطة في “الإدارة الذاتية” التي يقودونها، إلى عودة الاحتكاكات والنعرات، وسط شعور متزايد بالمظلومية في الأوساط العرب، بالإضافة إلى سوء الأوضاع المعيشية في المنطقة، على الرغم من التحكّم بأبرز موارد النفط في الشرق السوري، والموارد الزراعية، بما فيها القمح الذي تفرض قسد، على المزارعين بيعه لها في مناطق سيطرتها، وتتأخّر في دفع ثمنه، بالإضافة إلى المضايقات المستمرّة على الحواجز، والإقالات المتواصلة بين وقت وآخر لبعض أبناء العشائر واتهامهم بالارتباط بداعش، وأدّى ذلك بمجمله إلى تحضير بيئة مناسبة للاشتعال أمام أيّ شرارة، وهو ما حدث مع اعتقال الخبيل، وانتشار تسجيلات مصوّرة لأحد أبنائه يَطلب فيها نخوة العشائر، ما يعني أن هذه المعارك لم تندلع نجدةً لشخص الخبيل، وإنما للمكوّن العربي العشائري”.

وفي السياق ذاته، يشير تقرير تحليلي نشره موقع “المونيتور” الأمريكي إلى أن محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لتخطي هذا الخلاف العشائري بين “قسد” والعشائر العربية لم تلقَ نجاحاً، مشيراً إلى أن “وفي محاولة لتجنب صراع محتمل، ثبّت قادة أكراد سوريون عرب محليين في مناصب نفوذ، بما في ذلك رؤساء المجالس العسكرية والمدنية المحلية، وبدا أن السياسة التي أقرتها الولايات المتحدة قد نجحت، لكن إراقة الدماء التي وقعت الأسبوع الماضي تشير إلى خلاف ذلك”.

ونقل التقرير الأمريكي عن مدير الأبحاث في جامعة ليون 2 فابريس بالانش، تأكيده على أن “مهما كانت أشارت قوات سوريا الديمقراطية إلى تأثير القوى الخارجية، فإن السبب الرئيسي هو رفض القبائل العربية للسلطة الكردية عليهم” وأضاف أن “رفض القبائل العربية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا غير قادرة على إدارة منطقتها، خاصة في دير الزور حيث لا تتوفر الكهرباء إلا لمدة ساعة في اليوم، ومستشفيان عاملان فقط”، مشيراً إلى أن “القبائل يعتقدون أن الأكراد يسرقون نفطهم، وهناك المزيد والمزيد من العرب الذين يعارضون وجود قوات سوريا الديمقراطية”.

وسبق أن أشار “المونيتور” في تقرير له حول موقف الإدارة الأمريكية مما يجري، إلى أن واشنطن قد تدرس خيارات أكثر واقعية للحفاظ على استمرار وجودهم في سوريا، لافتاً إلى أنه “يبقى أن نرى ما إذا كانت الشقوق المتزايدة في التحالف المدعوم من الولايات المتحدة “قسد” ستدفع مجلس الأمن القومي التابع لبايدن إلى التحرك، وفي مواجهة خيارات واقعية قليلة” منوّهاً إلى أنه “فات الأوان لجولة جديدة من المساعدات الاقتصادية لتهدئة الأمور”.

وأوضح “المونيتور” أن “الأمريكيون وضعوا أنفسهم لمهمة مستحيلة لأنهم لا يستطيعون إنشاء دولة كردية” مشيراً إلى أن “دير الزور تحتوي على الغالبية العظمى من النفط والغاز الطبيعي في سوريا، لكن السكان المحليين يشكون منذ فترة طويلة من أنهم لم يروا سوى القليل من الفوائد منذ التحرير من داعش”.

ودعا “التحالف الدولي” إلى التهدئة بعد أيام من الاشتباكات، وعقد اجتماع مع وجهاء العشائر وقادة من “قسد” في القاعدة الأمريكية بحقل العمر النفطي، إلّا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى اليوم، وسط تأكيد من القائد العام لـ”قسد” أن “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن مستمر بدعمهم.

أثر برس

اقرأ أيضاً