أثر برس

السبت - 4 مايو - 2024

Search

الظروف المعيشية تدفع بعض السيدات لـ “شطف الأدراج”.. إحداهن لـ “أثر”: أجرها لا يكفينا لنعيش!

by Athr Press B

خاص|| أثر مهن كثيرة دخلت إلى حياة بعض النسوة رغماً عنهم بسبب الوضع الاقتصادي المتردي على الجميع، و(شطف الأدراج) واحدة من المهن التي تمتهنها الكثيرات.

أم أنور سيدة خمسينية تقوم حالياً بعملها في شطف الأدراج لبناء سكني وآخر بناء يحوي مكاتب هندسية في منطقة مشروع دمر مقابل 5 آلاف ليرة من كل مكتب أو شقة (أجرة الأسبوع) أي بمعدل 700 ليرة عن كل يوم تقوم فيه بعملها؛ وتقول لـ “أثر”: “شرّ البلية ما يضحك، فحتى هذه المهنة وهي تنظيف الأدراج، احتجت وقتاً طويلاً لإقناع الناس بقدرتي على القيام بها، ووجدت صعوبةً كبيرةً في الحصول على أدراجٍ لا ينافسني عليها أحد، وخاصةً في المباني التي تتألف من مكاتب وعيادات وما زلت أعاني من أن مردودها ضئيلٌ وغير ثابت ولا يؤمّن شيئاً يذكر من احتياجات أبنائي، ولكنه يبقى أفضل من انتظار محسنٍ قد يطرق بابي”.

وبينت أم أنور خلال حديثها مع “أثر” أنها لا تحمل أيّة شهادة تسمح لها بإيجاد عمل غير مهنة شطف الأدراج التي تقوم بها بشكل يومي أو أسبوعي مقابل دخل بالكاد يسد لها رمق عائلتها المكونة من خمسة أفراد، لافتة إلى أنها في اليوم الذي لا تعمل فيه لا تأكل حيث تتقاضى من كل شقة 700 ــ 1000 حسب ما يعطونها وهناك من يكرمونها قليلاً.

وأضافت: “بكل تأكيد لست مكتفية من هذه المهنة، فبحسبة بسيطة إذا أردنا حساب كلفة طبخة واحدة فهي 50 ألف وأنا لا أجني هذا المبلغ إلا إذا عملت لأكثر من 10 ساعات متواصلة وهو ما لا أستطيع القيام به خاصة في سنّي؛ لكني تقوم بأعمال أخرى إضافة إلى شطف الأدراج كحفر الكوسا وفرط الفول والبازلاء أو تنظيف غرفة في المنزل وحتى أقوم بغسيل السجاد بناء على طلب أصحاب الشقق وهكذا أعيش”.

أما تهاني فهي لا تخجل من الاعتراف بأنها لا تعرف القراءة والكتابة، ولأنها كذلك عملت في مجال التنظيف وشطف الأدراج، قائلة لـ “أثر”: “لو أنني تمكنت من الدراسة، لعملت في مهنة تقيني التعب والمرارة، فعملي متعب جداً”.

وتابعت تهاني: “إن الأمر كان أكثر سهولة حين كنت شابة، لكنه صعب في سنّي حالياً فتنظيف الأدراج مهنة صعبة جداً لكن ليس لدي خيار آخر لأعيش لذلك قسمت عملي في الشهر إلى أربعة أماكن مختلفة، وبحيث أقصد أحدها كل أسبوع لأنظف أدراج أبنية مقابل 1000 ليرة من كل شقة وأحياناً أقوم بأعمال جانبية آخذ مقابلها كمسح النوافذ وتنظيف البلكونة وغير ذلك فمهنة شطف الأدراج غير كافية لتطعم أسرة مكونة من 4 و5 أشخاص”.

وفيما إذا كانت هؤلاء الفتيات أو النسوة يتعرضن لمضايقات، قالت عدة سيدات يعملن بشطف الأدراج لـ “أثر”: “في بداية عملنا كنا نسمع تلطيشات أما الآن بعد هذا السن لم نعد نتعرض لأية مضايقات فأصحاب الشقق باتوا يعرفوننا ويقدرون ما نقوم به تجاههم”.

بدورها، أم محمد التي تقوم بشطف الأدراج في منطقة المزة، ذكرت لـ “أثر”: “تعطيني كل شقة مبلغ 1500 ليرة كل مرة، لكنني لا أنظف مداخل كافة الشقق إنما حسب الطلب، إذ إن هناك البعض يطلبون مني عدم شطف مداخلهم، كما أن هناك شققاً يقيم أصحابها في الخارج، ومع ذلك أشطفها وأقول دفع بلاء عني وعن أولادي”.

يشار إلى أن سوريا تشهد أزمة اقتصادية تسببت بارتفاع أسعار جميع السلع، ما دفع الكثير من الأشخاص للعمل بأكثر من مكان وأحياناً بأكثر من مهنة، من أجل تأمين مصروفهم ومصروف عائلاتهم.

دينا عبد ــ دمشق

اقرأ أيضاً