أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

الســ.ـ.ـلاح الخفيف للـ”القسديين” ومـ.ـافيـ.ـات النفط ناشطة

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس لا أمان على النفس في بلدات منطقة الجزيرة الواقعة تحت سيطرة “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” بدير الزور.

يُشير أحد أبناء المحافظة في حديث لـ”أثر”: إلى واقعٍ يعيشه الأهالي، سواء من كان محسوباً على “قسد”، أو من الناس العاديين، لا سيما أصحاب رؤوس الأموال من تجار وغيرهم.

المال لا سواه:
يزور (ن، أ) بلدته ” الشحيل ” بالريف الشرقي بين الفينةِ والأخرى، ويقول: “مايربط من ينضوي في صفوف “قسد” بها هو المال، لا يعني هؤلاء مشروعها الفيدرالي أو سواه، بل تعنيهم أكثر معيشتهم، مع شعور ملازم أن كل ما يجري ليس أكثر من حالة مؤقتة، تلاحظ ذلك عند دخولك أي منطقة هناك، إذ تنتشر حواجز عسكرية بعناصرها، لكن سرعان ما يختفي هؤلاء مع غروب الشمس، حيث شهدت في بلدتي خلال إحدى زياراتي حالات القتل ذبحاً بقطع الرؤوس، وهكذا أفعال تُسند غالباً لخلايا تنظيم داعش، ناهيك عن الخطف لأجل الفدية، واغتيالات تطال شخصيات عشائرية وازنة رافضة للوجود الأمريكي، كما حدث منذ عامين حين اغتِيل أحد كبار مشايخ قبيلة العكيدات، وتلاه اغتيال الوجيه أطليوش الشتات، وتبعته عملية تصفية أحد شيوخ قبيلة البكارة علي الويس، وحينها وقعت مواجهات دامية مع تشكيلات قسد أسفرت عن حرق وتدمير مقراتٍ لها، وحمّلها الأهالي حينها المسؤولية هذه الاغتيالات، كما تشهد بلدات وقرى المنطقة اقتتال عائلي يكاد يكون يومياً في ظل غياب السلطة الضابطة للأمن هناك”.

وأضاف الشاب: أن “الشبان الذين استقطبتهم قسد في صفوفها، في الغالب هم من بقايا مجموعات الجيش الحر وجبهة النصرة، وتنظيم داعش وسواها، فيما فضل آخرون العمل المدني في مؤسساتها، أو مع المنظمات الدوليّة الناشطة بالمنطقة، حيث تختلف الرواتب التي تمنحها بين العسكر والمدنيين”، مشيراً إلى أن الرواتب تتراوح بالنسبة للمدنيين بين 260 ألف ليرة سوريّة إلى 300 ألف ليرة، أما المنتسبين لتشكيلاتها العسكرية فتبلغ رواتبهم 300 ألف ليرة، في حين ترتفع بالنسبة للمنضوين في صفوف “الكوموندوس” إلى 700 ألف ليرة سوريّة.

وفي هذا السياق، قال أحد قادة القوات الرديفة للجيش السوري في حديث لـ”أثر”: “ربما ستستغرب أنه مع بدء التحضير من قِبل الجيش السوري والقوات الرديفة لتحرير محافظة ديرالزور في أيلول عام 2017 تواصلنا حينها مع أحمد الخبيل، الملقب بأبي خولة والذي لم يكن يشغل حينها منصبه الحالي كقائد مجلس دير الزور العسكري، ولكونه لم يُمارس قبل أعمالاً مناهضة للحكومة السوريّة، والتواصل كان لغرض الانضمام للقوات الرديفة، ففاجئنا بجوابه الذي جاء حرفياً بقوله: الأمريكي يعطي الدولارات بشوالات، أنتو شلون؟”.

مافيات النفط:
يتحدث أحد سكان بلدة “الحوايج” عن عدم ثقة الأمريكيين بمن يتعامل معهم، قائلاً: “في قاعدة حقل العمر النفطي ستجد ثلاث حلقات رئيسة خاصة بالأمريكيين ومن معهم من قوات التحالف لا يدخلها سواهم، وحلقة ثانية للأكراد وأغلبهم من كرد تركيّا، فيما الثالثة للعرب أبناء المنطقة، وهؤلاء يحصّلون على امتيازات نقل وتهريب النفط، هؤلاء في الغالب قادة مجموعات مسلحة سابقين، أو ممن يتمتعون بنفوذ عشائري قوي، وبواسطة العرب هؤلاء وعبر أموال النفط تجري عمليات الاستقطاب، لتبدو العلاقة كشبكة مُنتفعين بلا مشروع للمنطقة”.

وتبرز أسماء عدة شخصيات ناشطة بهذا المجال ومنهم: “عبود العروة، أسامة الفرج، مازن الهلوم” إضافة لأحد أبناء عائلة “الضبع” ويُعد أبرز قيادات المجموعات المسلحة، لا سيما في تنظيم ” داعش “ويُعرف بلقب “جوجو الضبع”، وغالباً ما يخوض اشتباكات ضد “قسد” إثر خلافات على آبار النفط، كما يُعد قائد مجلس دير الزور العسكري “أحمد الخبيل” الملقب “أبو خولة” أحد أبرز وكلاء التهريب للنفط.

ومنذ أيام نشرت وكالة “سانا” الرسمية خبراً عن رتلٍ من 60 صهريجاً، سبقته 83 شاحنة بينها عشرات الصهاريج تحمل كميات من النفط السوري المسروق خلال اليومين الماضيين عبر معبري المحمودية والوليد الرابطين مع العراق، ولا توجد أرقام رسميّة لكميات النفط والغاز المُهرب، والذي يجد وجهته نحو “إقليم كردستان العراق”، فيما تتحدث مصادر عن كونه أحد موارد التسليح للقوات المرتبطة بالأمريكي، في وقتٍ تُعاني فيه تلك المناطق إزاء الوقود بكافة استخداماته.

السلاح الخفيف لـ”قسد”:
لم تتوقف عمليات النقل للأسلحة والمعدات اللوجستية من قِبل “التحالف الدولي” لمناطق تواجده و”قوات سوريا الديمقراطيّة-قسد” في الشرق والشمال الشرقي السوري بمحافظات دير الزور والرقة والحسكة.

كان آخرها دخول قافلة أسلحة ومعدات لوجستية مؤلفة من نحو 50 شاحنة قادمة من إقليم كردستان العراق عبر معبر الوليد الحدودي، واتجهت نحو القواعد الأمريكية، وتكشف مصادر “أثر” أن التسليح الثقيل خاصاً فقط بقوات “التحالف” تحتفظ فيه في قواعدها بحقول النفط والغاز ( العمر، كونيكو، الجفرة)، فيما يقتصر تسليح عناصر “قسد” على الخفيف منها، إذ يوجد قوة الأمن الداخلي بدير الزور وتعدادها مع المهام الخاصة قرابة 7 آلاف عنصر ويتواجدون في محلج دير الزور وحقل “العمر النفطي” وتمتلك 12 آلية “بانزيرات”، و8 “همرات ” وما يقرب 130 “بيك آب”، في حين يمتلك “مجلس ديرالزور العسكري” سلاحاً خفيفاً ومتوسطاً من “بانزيرات” وعددها 10، و 6 “همرات”، و 100 آلية “بك آب” دفع رباعي، وتتحصل قوات “اليبكة” وهي تسمية كردية على 8 آلاف عنصر و35 آلية مابين “بانزيرات وهمرات”، ولايختلف أمر التسليح لباقي التشكيلات الدفاع الذاتي، و”قوات الكوموندوس”، إذ تؤكد مصادرنا أن هذا الأمر نابع عن عدم اطمئنان أمريكي مع من تتعامل معهم من هذه التشكيلات، لا سيما من المكون العربي، فإنها تُسجل حالات ترك وفرار ضمن هذه القوات وهجرة للشباب خارج البلاد رفضاً للتجنيد الإجباري، والذي غالباً ما يولد صدامات بين الأهالي و “قسد” كنتيجة لذلك، ناهيك عن عدم وضوح لمآل الأوضاع هناك، لا دراسياً كون الشهادات الممنوحة غير معترف بها، وتردي الأوضاع المعيشيّة والصحيّة وحالة الفوضى الأمنيّة.

عثمان الخلف- دير الزور 

اقرأ أيضاً