أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

دكتور جغرافيا بجامعة دمشق لـ”أثر”: هناك احتمال لتعرض المنطقة عموماً إلى سلسلة أخرى من الزلازل خلال الفترة المقبلة

by Athr Press G

خاص || أثر برس كشف أستاذ الجغرافيا في جامعة دمشق الدكتور ابراهيم سعيد لـ”أثر” عن احتمالية تعرض المنطقة عموماً إلى سلسلة أخرى من الزلازل خلال الفترة المقبلة كونها تقع ضمن تكوين جيوبوليتيكي يوفّر أرضية لحدوثها، لكن ستكون جميعها متوسطة وصغيرة ولا تصل إلى حجم الزلازل الكبيرة والمدمرة، لافتاً إلى ضرورة الانتباه من الهزات الارتدادية لأنها قد تكون أخطر من الزلزال الأول، نافياً احتمالية حدوث تسونامي كبير في المنطقة الساحلية لسببين علميين.

طبيعة تكوين منطقتنا تجعلنا نتوقع الزلازل دائماً:

وقال أستاذ الجغرافيا في حديث لـ أثر برس”: “إنّ منطقة بلاد الشام وامتدادها من إفريقيا إلى الأناضول، تقع على منطقة الصدع العربي الإفريقي والذي يبلغ طوله 6 آلاف كلو مترات، والجزء الغربي من سوريا يقع على الجزء الغربي من هذا الصدع والذي تقع عليه منطقة الساحل السوري ولبنان وفلسطين ولواء إسكندرونة وأضنة”.

وأردف سعيد “يتسم الجزء الغربي من الصدع بالضعف لأن صخوره من حيث المساحة والحجم والوزن أخف من الصخور الموجودة خلف الصدع (أي الجزء الشرقي منه) وهي الصفيحة العربية التي تشمل منطقة بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وبالتالي تأثير الزلازل على الجزء الغربي يكون كبيراً ومعرض باستمرار التغير”.

وأرجع أستاذ الجغرافية بجامعة دمشق، سبب التغيرات المحتملة على الصدع الغربي إلى كون الصفيحة العربية الكبيرة الموجودة تحت الأرض مكونة من صفائح وألواح صخرية كبيرة، تصطدم مع اللوح الصخري الآسيوي”، مشيراُ إلى أنّ مناطق الاصطدام دائماً يكون فيها زلازل ويوجد ضعف في منطقة الاصطدام”.

وأشار سعيد إلى طبيعة تكوين المنطقة جيوبوليتيكياً تجعلناً نتوقع أن يكون فيها زلازل وهذه أمر طبيعي وحالة طبيعية، ولكن شدة الزلزال وقوته قد تختلف من حالة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى بحسب طبيعة الصخور وحسب تفريغ الطاقة، لأن الزلزال هو تفريق طاقة لجهد الحركة الموجودة بين الألواح الصخرية”.

زلزال كبير مشابه في حلب منذ حوالي ألف عام:

وحول شدة الزلزال الذي حصل في تركيا وامتد تأثيره إلى سوريا وخاصة المناطق الشمالية والشمالية الغربية من محافظات حلب وإدلب واللاذقية، بين أستاذ الجيوبوليتيك أنّ درجات قوة الزلزال على مقياس ريختر هي 10 درجات، فمن (1 حتى 4 درجات)، تحصل بشكل دائم ولا نشعر بها إلا بشكل قليل جداً.

وأضاف “أمّا بالنسبة للهزات التي تكون شدتها من (4 – 5 درجات) نشعر بها ولكن تأثيرها التدميري بسيط جداً قد يكون معدوم أيضاً، نرى تأثيره من خلال حركة الأشياء في المنازل ونشعر به ونحن جالسين أو نائمين أو واقفين، أمّا الزلزال الذي شدته تتراوح ما بين (5 إلى 6 درجات) يكون متوسط ويؤثر على الأبنية الضعيفة وتتصدع بعض السطوح والأمور المشابهة لها. أمّا الزلازل التي قوتها من (6-7 درجات) أوضح سعيد: “هذا نستطيع أن نقول أنّه زلزال قوي وهو يصيب الأبنية ويحدث انهدامات في الأبنية المتوسطة منها ويؤثر عليها”.

وبالنسبة للزلزال الذي حصل، بين أستاذ الجغرافية أنّ ما حصل هو من النوع الذي تتراوح درجاته ما بين (7 – 8 درجات)، هذا يسمى زلزال كبير ويؤدي إلى خسائر وتدمير منشآت ومباني ومنازل وغيرها وخاصة الأبنية المتلاصقة والضعيفة القواعد وبالتالي يؤدي إلى خسائر واضحة”.

وبالنسبة للنوع ما قبل الأخير من الزلازل، شرح يعبد بالقول: “الزلزال الذي تتراوح شدته من (8-9 درجات) هو زلزال ضخم جداً، وهو نادراً ما تصاب به الكرة الأرضية، لكن أصيبت مدينة حلب عام 1138 بهذا النوع وراح ضحيته أكثر من 240 ألف شخص، وكان الرابع حينها على مستوى العالم.

أمّا بالنسبة للزلزال الذي تتراوح شدته من (9-9.9 درجات) يسمى بحسب أستاذ الجيوبولتيك بالزلزال المدمر، وهو نادر جداً للحصول، أمّا زلزال رختر (10 درجات) لم تسجل أي حالة له على مستوى الكرى الأرضية، لافتاً إلى أنّ الكتلة الجغرافية التي تقع عليها سوريا قد يحصل فيها لاحقاً سلسلة من الزلازل ولكن ستكون جميعها متوسطة وصغيرة ولا تصل إلى حجم الزلازل الكبيرة والمدمرة.

الهزات الارتدادية قد تكون أكثر تأثيراً:

وحول طبيعة ودرجة تأثير الهزات الارتدادية للزلازل بين أستاذ الجغرافية أنّ الهزات الارتدادية قد تكون أكثر شدة وتأثير من الزلزال الأساسي على الأبنية والمنشآت لأن الموجة الزلزالية الأولى قد تهدم وقد تحدث تصدعات ما يجعل الأبنية ضعيفة، وعندما تحدث الهزّة الارتدادية تكون خطيرة جداً وذات تأثير كبير فلا بد من الانتباه خاصة الحذر من الأبنية المتشققة وبفضل عدم الدخول إليها.

قد يحصل (تسونامي) ولكن بدرجات بسيطة:

وحول احتمالية حصول موجة بحرية خطيرة (تسونامي) في المنطقة الساحلية، قال سعيد: “بالنسبة للموجة البحرية أو تسونامي باعتقادي قد تحصل ولكن ليست بموجة قوية وذلك لسببين، الأول هو أن الزلزال حصل في اليابسة، وثانياً أن طبيعة خليج اسكندرونة منفتح باتجاه الجنوبي الغربي، بالتالي سيكون اتجاه الموجة نحو امتداد خليج اسكندرونة، ولكن قد يمتد للساحل السوري إلّا أنّ تأثيره سيكون ضعيفاً، لذلك لا أعتقد أن يكون هناك تسونامي كبير، قد تحصل موجة ولكن ليست كبيرة جداً”.

وفي ختام حديثه، طلب أستاذ الجيوبوليتيك للمواطنين ضرورة الالتزام بالهدوء والسكينة وعدم الهلع، والتصرف بهدوء داخل الأبنية وعدم الوقوف أمام النوافذ والزجاج وغيرها والوقوف بجانب الأدراج والأعمدة القوية ما يوفر حاجز حماية جيد، لافتاً إلى أنّ الأفضل هو الخروج من الأبنية وخاصة المتصدعة إلى المناطق المفتوحة.

قصي المحمد

اقرأ أيضاً