عيّن الرئيس التونسي قيس سعيّد اليوم، محمد المهذبي سفيراً فوق العادة لتونس في سوريا، بحضور وزير الخارجية نبيل عمار، وذلك بعد عشرة أيام من زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد إلى تونس بعد دعوة رسمية.
وذكرت رئاسة الجمهورية التونسية في بيان نشرته في “تويتر”، أنّ “الرئيس سعيّد أشرف في قصر قرطاج على تسليم أوراق الاعتماد لمحمد المهذبي سفيراً فوق العادة، ومفوضاً للجمهورية التونسية في الجمهورية العربية السورية”.
وكان الرئيس التونسي قد أكد في 11 آذار الفائت، أنه “ليس هناك ما يبرر عدم وجود سفير لتونس في العاصمة السورية، ولا مبرر لعدم وجود سفير للجمهورية العربية السورية في تونس”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشروق” التونسية.
وجاء ذلك بعد إعلان الرئاسة التونسية في مطلع الشهر نفسه، أن الرئيس التونسي قيس سعيّد أعطى تعليماته بالشروع في إجراءات تعيين سفير لتونس في دمشق، إذ كلّفت وزارة الخارجية التونسية محمد المهذبي بمهام سفير تونس في سوريا، وأفاد مصدر دبلوماسي تونسي لقناة “الشرق” حينها، أنه “تم إرسال أوراق اعتماد السفير ليصار إلى إعلانه رسمياً حال استكمال الإجراءات”.
وفي 5 نيسان الجاري، جرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية فيصل المقداد ونظيره التونسي نبيل عمار وزير خارجية الجمهورية التونسية، نقل فيه الوزير عمار قرار القيادة التونسية بتعزيز تمثيل سفارة الجمهورية التونسية بدمشق، وتعيين سفير في رأسها.
من جهته، أوضح الوزير المقداد أن “سوريا ستبادر في الأيام القليلة القادمة إلى إعادة فتح سفارتها في تونس، بحيث يكون التمثيل الدبلوماسي بمستوى سفير”، معبّراً عن “تقدير سوريا لقرار الرئيس التونسي قيس سعيد، برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في السفارة التونسية بدمشق إلى مستوى سفير، في إطار تأكيد المودة المتبادلة بين سوريا وتونس”.، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسميّة.
وفي غضون ذلك، أعلنت سوريا وتونس في بيان مشترك، أنه تجاوباً مع مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيّد بتعيين سفير لبلاده في دمشق، قررت سوريا إعادة فتح سفارتها في تونس وتعيين سفير على رأسها.
من هو محمد المهذبي سفير تونس الجديد في سوريا؟
ولد محمد المهذبي عام 1965، وعُيّن منذ عام 2021 وزيراً مفوّضاً خارج الرتبة (أعلى رتبة في السلك الدبلوماسي التونسي)، وفقاً لما نقلته قناة “الميادين”.
وشغل المهذبي عام 2019 منصب مدير العلاقات مع أوروبا الشمالية والوسطى وروسيا والقوقاز في الإدارة العامة لأوروبا، ومنذ عام 2006 وحتى عام 2011 تبوأ قنصل الجمهورية التونسية بمونيخ في ألمانيا.
وعدّ المهذبي دراسات نظرية وعملية بما في ذلك بالإدارة المركزية وفي الخارج، وفي عام 1994 حصل على دبلوم “دبلوماسية التنمية” بالمؤسسة الألمانية للتنمية الدولية ببرلين.
درس المهذبي دبلوم في الدراسات المعمّقة في العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس، وحاز عام 1989 الإجازة في الفلسفة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.
ولديه عدد من الترجمات، ونشر مجموعة من الكتب، ونشر كذلك مقالات تأليفاً وترجمةً في صحف ومجلات تونسية وعربية.
العلاقات بين البلدين لم تنقطع
يُشار إلى أنه على الرغم من أن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، أعلن في بيانٍ صدر عن الرئاسة التونسية في 4 شباط 2012، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، فإن العلاقات الدبلوماسية التونسية السورية لم تنقطع أبداً.
وبعد تولّي الباجي قائد السبسي رئاسة البلاد عام 2015، عيّنت وزارة الخارجية التونسية “قنصلًا عاماً” لتونس في العاصمة السورية دمشق، وشهدت العلاقات الدبلوماسية تحسناً بعد أن باتت على مستوى قنصلي.
وعقب ذلك أعادت تونس إلى سوريا بعثة دبلوماسية محدودة في 2017، كما شهدت العلاقة بين البلدين نوعاً من التقارب في نهاية عام 2018 حيث استؤنفت حركة الطيران بين العاصمتين تونس ودمشق.
ومنذ سيطرة الرئيس قيس سعيّد على معظم السلطات تقريباً في تموز 2021، وتعليق البرلمان وإقالة الحكومة، فإن تونس أرسلت إشارات تشي بتغيير سياستها الدبلوماسية مع سوريا، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.
أثر برس