بعد انتهاء الانتخابات التركية وفوز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بولاية رئاسية جديدة، برز الملف السوري بوصفه أحد أولويات السياسة الخارجية لأنقرة، حيث تطرق إليه إردوغان بخطابه الأول بعد فوزه بالانتخابات، وكذلك استكملت الرئاسة التركية تصريحاته اليوم بالحديث عن المحاور التي تهم أنقرة في مسار التقارب السوري- التركي.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الرئاسة التركي إبراهيم قالن: “هناك ثلاث قضايا مهمة مع سوريا محاربة الإرهاب، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، واستمرار المفاوضات بين الدولة السورية والمعارضة”.
وفيما يتعلق بعودة اللاجئين السوريين، أكد قالن، أنه لا يوجد تاريخ خطة ذات موعد محدد لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مضيفاً أنه “بالطبع نريد أن يعود هؤلاء الناس، لكنهم بشر. يجب ألا ننسى هذا. سنتخذ خطوات معقولة وإنسانية لعودة اللاجئين”.
تصريحات قالن عن عودة اللاجئين السوريين، جاءت بعدما أكد إردوغان أمس الأحد، أنه تم توفير الإمكانيات اللازمة لإعادة نحو 600 ألف شخص إلى مناطق شمالي سوريا، مضيفاً أنه “سنضمن عودة مليون سوري إضافي في غضون سنوات قليلة بمشروع سكني جديد ننفذه مع قطر”، متابعاً أن “عودة اللاجئين السوريين الطوعية إلى بلادهم عودة آمنة جزء مهم من سياستنا”.
مسوّدة الخطة التركية للتقارب مع سوريا:
نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر معارضة أن أنقرة تعد خطة للتقارب من دمشق تتضمّن في خطواتها الأولى فتح طرق الترانزيت عبر معبر باب الهوى، وإعادة تفعيل الطرق الدولية، وفي رأسها طريق حلب – اللاذقية (M4)، والذي كان من المفترض أن يتمّ تشغيله مطلع العام الحالي، قبل أن يأتي الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا ويتسبّب في تأخير ذلك.
وأضافت المصادر أن أنقرة ستقدم خطتها ضمن لجنة أمنية – عسكرية في الاجتماع الرباعي المفترض إجراؤه بين نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، المفترض إجراؤه في الأيام القليلة القادمة، مشيرة إلى أن المسوّدة التركية ستشمل “تشكيل غرفة عملية مشتركة لتنفيذ سلسلة من الإجراءات على الأرض، تبدأ من فتح الطريق الدولية، ولا تنتهي بعودة اللاجئين السوريين في تركيا”.
وأكدت المصادر المعارضة أن المسودة التركية “تنتظر موافقة سورية لتنفيذها، وهذا يجعل الحديث عنها مبكراً في الوقت الحالي، في ظلّ إصرار الحكومة السورية على أن تؤدّي الخطة بمجملها إلى انسحاب القوات التركية من الشمال، وفق جدول زمني محدّد، قبل الانخراط فيها”.
وسبق أن أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تشكيل لجنة رباعية لإعداد خريطة طريق التقارب التركي- السوري، مؤكداً أن هذه اللجنة ستجري اجتماعها في الأيام القريبة المقبلة، بينما نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر متابعة تأكيدها أنه “من المبكر الحديث عن إعداد لجنة سورية لمتابعة إعداد خريطة طريق لتطوير العلاقة مع تركيا وفقاً لمخرجات الاجتماع الوزاري الرباعي الأخير بصيغته الوزارية”.