ينهمك الجانب الروسي في المرحلة الحالية بإجراء مفاوضات حول مواضيع متعددة في سوريا، مع عدة أطراف كل منها حسب الموضوع الذي يعنيها، ما يشير إلى أن روسيا في المرحلة الحالية التي تشهدها سوريا، تعمل لتكون فعالة بشكل كبير وعلى كافة الأصعدة.
وتناولت صحيفة “العرب” اللندنية هذه المفاوضات فقالت:
“هذه الاجتماعات أتت مسنودة بمواقف جديدة، وبتحركات أو خطوات عملية لافتة على الأرض، إذ أقامت الولايات المتحدة عدة نقاط عسكرية جديدة لها في مناطق مختلفة شرقي الفرات، كما نظمت مناورة عسكرية مع فصائل عسكرية للمعارضة السورية في منطقة التنف.. تلك التحركات السياسية والعسكرية المحمومة، لا تفيد بالضرورة بزيادة حدّة الصراع العسكري، بل قد تفيد بأن الأوضاع باتت ناضجة للتحول من مرحلة الصراع الدولي والإقليمي على سوريا، إلى مرحلة تقرير مستقبل سوريا، مع علمنا أنه طوال الفترة الماضية كانت سوريا مجالا للصراع بين أطراف دولية وإقليمية، وأن المسألة كانت قد خرجت وبشكل مبكر، من كونها حراكاً شعبياً أو ثورة شعب”.
وقالت “صباح” التركية:
“يبدو أن استراتيجية التعاون الروسية التركية الجديدة في سوريا سوف تخرج بنجاح من اختبار إدلب، ما لم يقع حادث غير منتظر أو عمل استفزازي.. حل أنقرة وموسكو عقدة إدلب بمعزل عن واشنطن، سيفاقم من المأساة للولايات المتحدة، لأن السبب الرئيسي للأزمة المستمرة في سوريا منذ 7 سنوات هو آلية الإرهاب الإمبريالية التي أطلقتها الولايات المتحدة قبل 17 عاماً عقب هجمات 11 أيلول ضد العالم الإسلامي بأسره”.
وفي “سفوبودنايا بريسا” الروسية جاء:
“نشرت صحيفة تركية مادة ذكرت فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم إرسال مقاتلين من حزب العمال الكردستاني إلى إدلب، مهمتهم أن يقاتلوا ضد المعارضة التي تسيطر على مناطق معينة من إدلب،فإذا كان هذا صحيحاً، فيمكننا القول إن الولايات المتحدة وجدت طريقة مثالية لإشعال عداء آخر بين روسيا وتركيا”.
يبدو أن روسيا تسعى لعدم خسارة أي حليف لها في سوريا، من خلال إحداث حالة من التوازن في علاقاتها مع الجميع دون التخلي عن تحالفها مع الحكومة السورية لإيمانها بأن من سيتمكن من الاستمرار في سوريا هو من يبني علاقات جيدة مع الدولة السورية، فتحقق المطلب التركي بموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بلقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وجرت مفاوضات مع أمريكا للخروج من التنف، وامتنعت “إسرائيل” عن التعليق على الضربة التي شنتها على مطار دمشق الدولي.