أثر برس

الأحد - 28 أبريل - 2024

Search

الدفع بالدولار والطرق والوجهات متعددة… ازدياد الهجرة من الشرق السوري إلى أوربا عبر مهربين من “قسد”

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس ارتفعت أعداد المهاجرين أو من يرغبون بالهجرة باتجاه الدول الأوربية بشكل كبير في محافظة الحسكة خلال الفترة الماضية نتيجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” حالها حال باقي المناطق السورية بالتزامن مع ارتفاع وتيرة التصعيد التركي على الحدود السورية-التركية.

وانتشرت بشكل كبير منشورات لسكان محافظة الحسكة خلال هذه الفترة، عبر مواقع “التواصل الاجتماعي”، والتي يعلن أصحابها عن رغبتهم ببيع أغراضهم الشخصية وأثاث منزلهم وممتلكاتهم الخاصة تحت عنوان (لضرورة السفر).

في حين تنتشر مكاتب وأشخاص يقومون بشكل علني بعمليات تهريب وإيصال العوائل والأشخاص إلى مناطق وبلدان أوروبية أو إقليمية مقابل مبالغ مالية كبيرة خصوصاً في مدينة القامشلي دون أي محاسبة ومراقبة من قبل “قسد”.

وفي هذا الصدد نشر الناشط السياسي الدكتور فريد سعدون عبر صفحته على الفيس بوك بأنه “أحد أهل الخير من ( المهربين ) قال خلال الشهرين الماضيين نجحت في إيصال 250 راكب إلى أوروبا عبر بيلاروسيا، كل شخص ب 16 الف يورو”.

وتوضّح مصادر محلية بمحافظة الحسكة لـ”أثر” أن طرق السفر عديدة وتختلف بحسب إمكانيات المهاجر أو المسافر المادية، فمنها من تبدأ بالوصول إلى تركيا، أو لبنان، أو إقليم كردستان العراق، ومــن ثم نحو إحدى الدول المراد الوصول إليها خصوصاً دول ألمانيا وهولندا والسويد.

وتابعت المصادر أن أمام المهاجرين طرق عديدة ، فالمهاجر الراغب بالسفر عبر تركيا، عليه إمّا الذهاب عن طريق بلدة عين ديوار، في ريف مدينة المالكية في أقصى الشمالي الشرقي لمحافظة الحسكة على مثلث الحدود السورية – العراقية – التركية، حيث يكلّف الشخص الواحد نحو 3000 إلى 5000 دولار أمريكي، وذلك عبر مهرّبين مدعومين أو محسوبين على قياديي وعناصر من “قسد”، أو عن طريق مدينة رأس العين شمالي غربي محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرة تركيا حيث يكلّف الشخص الواحد من 2000  إلى 3000 دولار أمريكي، وذلك عبر مهرّبين يعملون بالتنسيق فيما بينهم وبين “قسد” من طرف، ومسلحي “الجيش الحر” من طرف آخر، والمبلغ المدفوع وبالاتفاق مع المهرّب حتى الوصول إلى المدن التركية ومنها إسطنبول، وبدء رحلة جديدة، فإمّا السفر عبر بلغاريا، وإمّا عبر اليونان، وهي أيضاً بحسب إمكانيات المهاجر، وتكلّف من 14000 دولار أمريكي إلى 18000 أمريكي للشخص الواحد.

وبحسب المتابعة، يسافر البعض منهم مشياً، والبعض الآخر بالشاحنات، أو بالطائرات كما ويسافر الكثير منهم عن طريق منح دراسية إلى روسيا، رومانيا، وأوكرانيا، ومن ثم التوجه نحو إحدى الدول الأوروبية.

ومن الصعوبات التي تواجه المهاجرين في المرحلة الأولى، الجندرما التركية، التي غالباً ما تقوم بطردهم وضربهم، حيث لقي الكثير من المهاجرين حتفهم جراء إطلاق النار عليهم، إلى جانب اعتقال بعضهم من قبل الشرطة التركية في إسطنبول، ليتم إرسالهم إلى المخيمات في آضنة، بحسب المصادر.

وأوضحت المصادر أنه في رأس العين شمالي الحسكة وبعد الوصول إليها يتعرّض الكثير من الشبان أثناء محاولتهم الهجرة للاعتقال من قبل مسلحي “الجيش الحر” بغرض طلب فديات مالية كبيرة منهم. ويسافر الكثير من الشباب عن طريق إقليم كُـردستان العراق، عبر منطقة اليعربية بريف المالكية، أو منطقة سنجار( منطقة شنكال) عن طريق الهول شرقي الحسكة، ومن ثم التوجه إلى إيران، أو تركيا، ويدفع كل مهاجر 2000 دولار للوصول إلى شنكال وإقليم كُـردستان. وكانت قوات حرس الحدود العراقية أو قوات الحشد الشعبي العراقية أعلنت خلال الفترة الماضية عن إلقاء القبض على العشرات من الشبان والمواطنين السوريين أثناء محاولتهم الدخول عبر الحدود السورية – العراقية للوصول إلى إقليم كردستان العراق وان عدد كبير منهم تعرض لعمليات غش ونصب من قبل المهربين وتركهم في الصحراء. وتقوم الكثير من العائلات، بإرسال أبنائهم القاصرين إلى أوروبا، بالرغم من الصعوبات الكثيرة، املاً في وصولهم إلى مبتغاهم، ومن ثم إجراء (لم الشمل)، كما وتسافر علائلات بشكل كامل، وتضطرّ لبيع أثاث منزلها، وممتلكاتها بأسعار زهيدة لتأمين تكاليف الهجرة

وفي عين العرب بريف حلب، تنشط طرق التهريب في الريف الشرقي والغربي، وبشكلٍ ممنهج بين المهربين وعناصر “قسد” وتتفاوت الأسعار ما بين 1500 إلى 1700 دولار أمريكي، كما ينتقل آخرون إلى أعزاز التي تسيطر عليها تركيا عن طريق المهرّبين، والدخول إلى تركيا عبر البوابة الحدودية وبأسعار تتراوح ما بين 3500 إلى 4000 دولار أمريكي.

ارتفعت وتيرة الهجرة خلال الفترة الماضية في عدة مناطق وتعود لأسباب عديدة، ومنها السياسيات المتّبعة من قبل “قسد” منها اقتصادية، (عدم وجود فرص عمل/ احتكار/ فساد/ فقدان المواد والسلع الأساسية من الأسواق/ فقدان الوقود) وغلائها، وفرض المناهج المؤدلجة، وأسباب أمنية، وسياسية.

تجدر الإشارة إلى أنّ المئات من اللاجئين فقدوا حياتهم في طريق وصولهم إلى أوروبا، غرقاً في البحار، ومن البرد في الغابات، والاختناق في الشاحنات والسيارات، وجراء حوادث السير.

المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً