أثر برس

الجمعة - 3 مايو - 2024

Search

“الجولاني” يسوّق الاعتدال.. المسيحيّون في إدلب يمارسون الطقوس الدينية للمرة الأولى

by Athr Press A

أقام العشرات من أبناء الطائفة المسيحيّة، بينهم رجال دين، احتفالاً دينياً بعيد القدّيسة آنا في الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في قرية اليعقوبية بريف إدلب الجنوبي الغربي، في الثامن والعشرين من آب الماضي، للمرة الاولى منذ عشر سنوات، بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام وحلفائها” على هذه المناطق من محافظة إدلب.

ونقل موقع المونيتور الأمريكي عن مصدر قوله: “ إن القوات الأمنية التابعة لـ “الهيئة” طوّقت المبنى خلال حفل الافتتاح وأقامت حواجز في محيط القرية ومنعت دخول أي شخص من خارج القرية لحماية أبناء الطائفة خلال الاحتفال”.

وجاء ذلك بعد اجتماع عقده متزعم “الهيئة” أبو محمد الجولاني، في التاسع عشر من تموز الماضي، مع وجهاء من أهالي قرى القنية والجديدة واليعقوبية في منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، حيث تحدث معهم حول أوضاع ‏قراهم، والمنطقة بشكل عام‎، وذلك بهدف تلميع صورة التنظيم الذي انفصل عن رحم “القاعدة”، قبل سنوات، وإبعاد صورة التشدد عن “هيئته”، وإظهار الجولاني على انه “معتدل”.

وفي هذا الصدد، سبق أن أشارت صحيفة “القدس العربي” إلى أن “هيئة تحرير ‏الشام” تريد بلا شك إيصال رسائل بأنها الأجدر في الحفاظ على محافظة إدلب، ‏وبمقدورها مراعاة المكونات الإثنية كافة، من خلال عقد اللقاءات مع ‏المكونات الدينية، لا سيما المسيحية منها”، مضيفةً أن “الهيئة‏ باتت تنخرط في التفاهمات ‏الدولية في إدارة محافظة إدلب عبر “حكومة الإنقاذ” وتغير من حدة ‏الخطاب تجاه المجتمع برمته، خاصة بعد الانتهاء من تبعات المسميات ‏السابقة “جبهة النصرة”.

وفي المقابل، أثار افتتاح الكنيسة وممارسة الشعائر المسيحية علناً وتحت حماية “هيئة تحرير الشام” غضباً وانتقادات بين ”الجهاديين” الذين انشقوا عنها، حيث هاجم فصيل “حرّاس الدين” الجولاني، واتّهمه بجعل إدلب “أقل إسلاماً”.

وحول ذلك قال ياسر أبو معاوية، المنشق عن فصيل “حرّاس الدين” لموقع “المونيتور” الأمريكي: “يحاول الجولاني الاقتراب من المسيحيين في إدلب، ومن المرجح أن يمنحهم المزيد من الحرية في المستقبل ويسمح لهم بإعادة فتح المزيد من الكنائس، لأن الجولاني يسعى إلى الاقتراب من أوروبا والولايات المتحدة وإقناع الغرب بأن منظمته أصبحت معتدلة ولم تعد متطرفة، وأنه لم يعد يشكل تهديداً لبقية المكونات الاجتماعية والدينية السورية”.

وبخصوص التزييف الذي يتبعه الجولاني، يرى “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” في تقرير له: “نظراً للهوية الطائفية لـ “هيئة تحرير الشام”، من المهم تخفيف التوقعات عندما يلتقي الجولاني بأعيان مسيحيين، فقد أًرغمت “الهيئة” هؤلاء الأعيان منذ سنوات عديدة على التخلي عن عقيدتهم وإعلان اعتناقهم للإسلام، ولم تتغير هذه السياسة المتعلقة بالتحول القسري عن الديانة”.

وكان يقطن في قرى إدلب حوالي 10000 شخص من أبناء الطائفة المسيحيّة، وغادر معظمهم باتجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السوريّة، بعد سيطرة “الجهاديين” على بلداتهم بين عامي 2012 و 2015، ولم يبق في هذه القرى اليوم سوى عدد قليل منهم ومعظمهم من كبار السن.

وكانت “هيئة تحرير الشام” قد بدأت التغلغل في مناطق بريف حلب بإيعاز من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مُستغِلّة حالة الاقتتال والانقسام الداخلي بين “فصائل أنقرة”، بعد عقد اجتماع بين وفد عسكري تركي والجولاني لتكليف “الهيئة” بالتخلّص من جماعة “أنصار الإسلام”، بعد أن تَكرّر اسم الجماعة في وسائل الإعلام الأميركية مؤخراً، إذ اعتقلت “الهيئة” متزعم “أنصار الإسلام”، المدعو “أبو الدرداء الكردي”، في سيناريو مطابق تماماً للإجراءات التي قامت بها خلال عمليات إنهاء وجود فصائل متشدّدة في وقت سابق، من بينها “حرّاس الدين”.

أثر برس

اقرأ أيضاً