أثر برس

التقارير تتحدث عن تطورات قد تحصل .. إلى أين وصل المفاوضات بين “الوحدات الكردية” والدولة السورية؟

by Athr Press Z

في الوقت الذي يستمر فيه التهديد التركي بشن عملية عسكرية شمالي سوريا تهدف إلى إنشاء “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية-التركية وبعمق 30 كم، تتوجه الأنظار إلى المفاوضات التي سبق أن تم الكشف عنها بين “الوحدات الكردية” والدولة السورية، وسط تساؤلات فيما إذا كانت هذه المحادثات هي روتينية ومماثلة للمفاوضات التي تترافق عادة مع التهديدات التركية، أم أنها قد تُفضي إلى تفاهمات معينة.

وفي هذا السياق نقلت صحيفة “الوطن” عن رئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين عمر أوسي، قوله: “إن المناخات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية حالياً أفضل بكثير، وذلك بعد عقد عدة اجتماعات بين الجانبين كان آخرها في دمشق منذ أيام”، لافتاً إلى أنه “منذ أيام قليلة كان هناك وفد من الإدارة الذاتية الكردية في دمشق أيضاً وأتمنى أن تتوسع هذه التفاهمات بما يسهل عودة مؤسسات الدولة إلى المنطقة وفي إطار أجندة وطنية يتفق عليها الجانبان، وهكذا نكون قد نزعنا فتيل الأزمة وذرائع النظام التركي” مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن تركيا لم تُعلن بعد عن تراجعها بشن عملية عسكرية شمالي سورياـ حيث قال في هذا الصدد: “الجيش السوري وبعدما انتشر في مناطق التماس مع النظام التركي في عين العرب ومنبج وعين عيسى وتعزيزاته إلى المنطقة، إضافة إلى استعدادات قسد، فإن أي هجوم عسكري تركي على المنطقة سيواجه برد ومقاومة عنيفين”.

فيما أشارت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن “التفاصيل حول المفاوضات مع الحكومة السورية شحيحة، لكن يبدو أن دمشق وافقت على نشر قوات على الخطوط الأمامية مع تركيا، ومع ذلك، من غير المرجح أن تكون هذه الخطوة كافية لردع تركيا أو وقف هجومها بعد إطلاقه، وقد تناقلت وسائل الإعلام معلومات متضاربة حول ما اتفق عليه بين “قسد” والحكومة السورية، ما يشير إلى أنه لم يجرِ التوصل إلى اتفاق نهائي بعد، وصرح مسؤولو “قسد” في الخامس من تموز بأنهم وقّعوا خطة دفاع مع الجيش السوري لمواجهة أي هجوم تركي محتمل بشكل مشترك، وبالإضافة إلى نشر المزيد من القوات، ورد أن دمشق وافقت على إرسال أسلحة ثقيلة بما في ذلك المدفعية الثقيلة والدبابات والعربات المدرعة لتعزيز القدرات القتالية للإدارة الذاتية”.

وفي السياق ذاته أفاد مقال نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية بأنه “يُتوقّع أن تُواصل روسيا جهودها في إقناع قسد بالابتعاد مسافة 30 كم عن الحدود مع تركيا، وإفساح المجال أمام عودة الجيش السوري إلى كامل الشريط الحدودي، وفرض سيادته التامّة على المنطقة، ومن غير المستبعد أن تلجأ موسكو إلى استثمار اقتراب موعد انتخابات الإدارات المحلّية في عموم سوريا، لدعوة الإدارة الذاتية، إلى الانخراط فيها، بما يضمن تمثيلها في المجالس المحلّية الحدودية، ويهيّئ بالتالي أساساً لاتفاق شامل مع الدولة، على أن هذه المهمّة الروسية لا تبدو سهلة، في ظلّ تسليط الأمريكيين ضغوطاً مستمرّة على القوى الكردية من أجل منْعها من التوصّل إلى أيّ اتفاق مع الحكومة، وفي هذا الاتّجاه، تُواصل واشنطن إرسال إشارات إلى استعدادها لإعادة توسيع حضورها العسكري في المنطقة، وذلك عبر إرسال فرق استطلاعية لاستكشاف مقرّ الفرقة 17 في مدينة الرقة وإمكانية الشروع بأعمال صيانة هناك، على نحو يوحي برغبتها في العودة إلى قواعد كانت انسحبت منها عام 2019، عشيّة إطلاق أنقرة عملية نبع السلام”.

يشير بعض الخبراء إلى أن ما يحصل من مفاوضات بين الدولة السورية و”قسد” هو سيناريو اعتيادي قبل كل عملية عسكرية، فيما يشير آخرون إلى أنه في جولة المفاوضات هذه ثمّة جهود إيرانية وروسية إضافية تُبذل في سبيل تحقيق تفاهم بين الجانبين، إلا أن جميع الخبراء يُجمعون على فكرة أن عودة جميع مناطق سيطرة “قسد” إلى الدولة السورية بشكل فعلي يعني توقف الاعتداءات التركية، مستدلين في تحليلهم بتصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء عودته من قمة طهران، والذي قال فيه: “لا يمكن للوحدات الكردية أن تخدعنا برفع العلم السوري على حدودنا مع سوريا”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً