أثر برس

الإثنين - 29 أبريل - 2024

Search

عندما تستعصي البدائل الأخرى مع اقتراب الشتاء.. التدفئة بالبطانيات خيار معظم أهالي طرطوس

by Athr Press G

خاص || أثر برس  يشكل همُّ التدفئة أبرز هموم رب العائلة على أبواب الشتاء، خاصة في ظل أحاديث وتكهنات متداولة عن أنه سيكون بارداً جداً، خاصة في القرى الجبلية التي تحتاج إلى مدفأة متوهجة في معظم ساعات اليوم، لا سيما إذا كان يوجد في العائلة أطفالاً صغاراً لا يقوون على تحمّل البرد.

“وسائل التدفئة كثيرة لكنها عصيّة عن أصحاب الدخل المحدود الذين باتوا يشكلون شريحة واسعة من الأهالي”، حقيقة اتفق عليها جميع من التقيناهم من أهالي ريف طرطوس، مؤكدين أن توزيع 50 ليتر من المازوت بموجب البطاقة الإلكترونية، إن استبق برد الشتاء فإنه لا يكفي للتدفئة  لمدة خمسة أيام وفي أحسن الأحوال أسبوع واحد، فكيف تتدبّر العائلة المازوت بقية أيام الشتاء في ظل الارتفاع الكبير في سعر المازوت بالسوق السوداء، وصعوبة تأمينه، وعدم وجود المال لمجاراة الأسعار التي سترتفع مع أول منخفض كما جرت العادة في كل عام.

“المازوت بالقطّارة، يقابله غاز أيضاً بمثلها، فالحصول على أسطوانة غاز كل شهرين وأكثر لا تكفي حاجات الطبخ والتسخين، فكيف لأن تدخل حيز التدفئة” بحسب الأهالي الذين أضافوا أن شراء الغاز من السوق السوداء بات ترفاً لا يقوى الكثيرون عليه، فارتفاع سعر الأسطوانة حالياً إلى 120000 ل.س، جعل التفكير فيها لأغراض التدفئة ضرباً من المستحيل.

وأشار الأهالي إلى أن الكهرباء التي تصل ساعة وفي أفضل الأحوال ساعة ونصف مقابل خمس أو خمس ساعات ونصف قطع، لا يمكن لها أن تكون خياراً للتدفئة، فعدا عن أنها تشكل عبئاً مالياً كبيراً في الفاتورة، فإنها ستشهد انقطاعات متكررة خلال الشتاء بسبب زيادة الأحمال، ناهيك أن مدفأة الكهرباء لا تمنح الدفء المطلوب إلا إذا جلست قبالتها مباشرة، وفي هذه الحالة أيضاً فإن ظهرك لا ينعم بالدفء المشتهى.

“أفضل خيار للتدفئة هو الحطب”، بهذه الجملة يبادر أبو بشار ليحسم مسألة التدفئة، ويدلل بأن الحطب متوفر طيلة العام، ويحصل عليه الزبون مقطع جاهز حسب النوع الذي يرغب بشرائه، وبالكمية التي تناسبه من دون توزيع بالقطارة، مضيفاً: “لكن كما هو حال جميع المواد التي ارتفعت أسعارها، شهدت أسعار الحطب ارتفاعاً كبيراً، وأصبحت مونة الحطب للشتاء تحتاج ميزانية خاصة”.

ويشرح أبو بشار أنه لا يزال محتفظاً بنصف طن حطب منذ الشتاء الماضي، وقد قام خلال الصيف بشراء طن واحد من حطب السرو بسعر مليون ليرة مع تاجر الحطب لوجود صلة قرابة بينهما، وتابع: الأكيد أن هذه الكمية “طن ونصف الطن من الحطب” لن تكفي سوى لشهرين في حال اتباع التقنين في تشغيل المدفأة، لكنني سأستعين بالأشجار اليابسة في بستاني وما تيسر لي من أشجار قريبة، ويمكن أيضاً وضع الملابس القديمة والبلاستيك في مدفأة الحطب وهي تمنح الدفء أيضاً.

من جهتها، تقول أم توفيق: “الحالة تعبانة على الآخر” والراتب الشهري لي ولزوجي بالكاد يكفي للطعام والشراب والحاجات الضرورية جداً، لذلك فإن التفكير في تأمين وسيلة تدفئة باتت رفاهية عصية على السوريين في ظل الغلاء المعيشي، وتضيف: إذا وزعوا لنا المازوت سأقنن جداً بالكمية وسأختصر ساعات تشغيل المدفأة للمساء فقط وفي ظل البرد القارس، وإذا زارنا الضيوف، وفي بقية الأوقات يمكن أن نتدبر أمرنا بالبطانيات.

نديم اتفق مع أم توفيق، وقال: “العام الماضي أمضينا الشتاء أنا وزوجتي وابنتي من دون مدفأة، حيث كنا نرتدي الملابس الثقيلة ونضع علينا البطانيات، وقد انقضى الشتاء من دون أن نضطر إلى استدانة المال، كما فعل كثيرون”.

صفاء علي – طرطوس

اقرأ أيضاً