أفادت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بأنها قتلت راعي أغنام في ريف إدلب شمال غربي سوريا، عن طريق الخطأ خلال غارة جوية نفذها “التحالف الدولي” عام 2023.
ونشرت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” الخميس 2 أيار، بياناً لفتت فيه إلى أن “القوات الأمريكية نفذت غارة في شمال غربي سوريا، استهدفت قيادياً في تنظيم القاعدة، لكن التقارير أظهرت أن الغارة أصابت مدنيين”.
وأوضح البيان أن تحقيقاً مشتركاً أظهر أن القوات الأمريكية حددت هدف التنظيم بشكل خاطئ.
وفي 3 أيار 2023 استهدف طيران مسيّر لـ”التحالف الدولي” بلدة قورقانيا شمال مدينة إدلب، ما تسبب بحدوث انفجار في تلك المنطقة، ووفاة راعي أغنام يبلغ من العمر 62 عاماً بالإضافة إلى نفوق أكثر من 30 رأساً من الأغنام.
وبعد نحو أسبوعين من الاستهداف الأمريكي نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً أكدت فيه أن الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية شمالي سوريا في 3 أيار الجاري، لم تستهدف “شخصية مؤثرة في القاعدة” كما زعم “التحالف الدولي” حينها، وإنما استهدفت راعي أغنام لا تربطه أي صلة بأي تنظيم.
وفي حزيران 2023 نقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن مصادرها “أنه من المقرر أن يبدأ الجيش الأمريكي تحقيقاً رسمياً بشأن تلك العملية، مشيرة إلى أن هذا التحقيق هو أكبر دليل على أن “القيادة المركزية الأمريكية ربما فشلت في تلك الغارة التي شنتها في شمال غربي سوريا”.
ولفت تقرير “CNN” إلى أنه بعد الغارة مباشرة “كان قائد القيادة المركزية، وطاقمه على ثقة كبيرة بأنهم قتلوا قيادياً بارزاً في القاعدة، على الرغم من أن هذا الأمر يستغرق عادةً أياماً عدة للحصول على تأكيد بشأن الهدف نظراً لعدم وجود القوات الأمريكية في ذلك الجزء من سوريا، لكن القيادة المركزية الأمريكية أعلنت عن العملية عبر تويتر، من دون تسمية الهدف”.
وسبق أن تم الكشف عن عمليات وغارات جوية شنتها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا وأودت بحياة مدنيين “عن طريق الخطأ” وفق توصيف التقارير الأمريكية.
ففي أيلول 2022، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن حصيلة جديدة للضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء غاراتها الخاطئة التي نفّذتها في مناطق مختلفة، إذ أشار التقرير حينها إلى أنه “في العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا خلال عام 2021، كان هناك 6 تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين محتملين، لكن ثلاثة منها ما تزال قيد التقييم، بينما عُدت الثلاثة الأخرى غير موثوقة”.
وتؤكد الدفاع الأمريكية باستمرار على أن سقوط هذا العدد من الضحايا يأتي عبر غارات يتم تنفيذها عن طريق “الخطأ”، مشيرة إلى أنه لا نيّة لديها بمحاسبة العسكريين المسؤولين عن هذه الأخطاء.
وعام 2021 قيّم البنتاغون حصيلة القتلى والجرحى المدنيين الذين سقطوا في العمليات العسكرية الأمريكية في الفترة الممتدة بين 2017 و2019، مؤكداً أن الحصيلة أفادت بأنه سقط 65 قتيلاً و22 جريحاً، غالبيتهم العظمى في سوريا واليمن.
وتتعرّض الإحصائيات التي ينشرها البنتاغون حول عدد الضحايا التي سقطت إثر غاراته للكثير من الانتقادات، ففي عام 2020 أفاد فرع منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة بأن واشنطن ما زالت تذكر أعداداً أقل من الحقيقية للضحايا المدنيين، وعام 2021 أكد “الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية” وهو منظمة غير حكومية، أن “التحقيقات التي تجريها وزارة الدفاع والاعتراف بمسؤوليتها عن مقتل مدنيين يظلان غير كافيين”.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقّع في تشرين الأول 2022 قراراً يقضي بتقييد شروط استهداف قائمة من الدول بغارات جوية وبطائرات مسيّرة أو عمليات قوات الكوماندوز الخاصة، واستثنى منه كل من سوريا والعراق.