بعد الإعلان عن الاتفاق الأمريكي-التركي حول مشروع “المنطقة الآمنة” شمالي شرق سورية وعن قلق “قوات سوريا الديمقراطية”من هذه المحادثات التي اعتبروها أنها دليل على بدء تخلي الولايات المتحدة عنهم، أعلن المتحدث باسم البنتاغون شون روبرتسون، عن تفاصيل هذا الاتفاق وأساليب تنفيذه.
وأشار روبرتسون، إلى أن بنود الاتفاق سيتم تنفيذها بشكل تدريجي، حيث قال خلال لقاء أجراه مع قناة “فرانس 24”: “نراجع في الوقت الحالي الخيارات حول مركز التنسيق المشترك مع نظرائنا العسكريين الأتراك”، مشيراً إلى أن “آلية الأمن سيتم تنفيذها على مراحل”، ومنذ الإعلان عن الوصول إلى هذا الاتفاق لم يتم الإعلان عن تفاصيله.
وأشار روبرتسون إلى أن واشنطن لا تزال مستمرة بإجراء المحادثات مع تركيا بالرغم من وصولهما لاتفاق “المنطقة الآمنة” حيث اعتبرت “قوات سوريا الديمقراطية” أن هذه المحادثات هي بدء تخلي الأمريكان عنهم، حيث أكد بعض المسؤولين في “قسد” أن أمريكا هي حليف لا يمكن الوثوق به.
وكشف روبرتسون أن مقر مركز التنسيق المشترك بين الأمريكان والأتراك سيكون تركيا، زاعماً أن الهدف من هذا المشروع هو إنشاء منطقة عازلة بين الحدود التركية ومناطق انتشار “الوحدات الكردية”.
وكان الجنرال المتقاعد والرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية جوزيف فوتيل، قد عارض بشكل علني سيطرة تركيا على منطقة كهذه، حيث قال في مقالة نشره موقع “ناشونال إنترست” الاثنين الفائت: “إن منطقة آمنة سورية تسيطر عليها تركيا ستخلق مشاكل أكثر لكل الأطراف هناك”.
واعتبر فوتيل في مقالته التي كتبها بالاشتراك مع الخبيرة في الشؤون التركية في جامعة جورج واشنطن غونول طول أن “فرض منطقة أمنية بعمق عشرين ميلاً شرق الفرات ستكون له نتائج عكسية، منها على الأرجح التسبب بنزوح 90 بالمئة من السكان الأكراد، ومفاقمة الوضع الإنساني الذي يشكل حالياً تحدياً بالغاً، وخلق بيئة لمزيد من النزاعات”.
يذكر أنه في الفترة الأخيرة ارتفعت وتيرة التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد “الوحدات الكردية” المدعومة أمريكياً، ما دفع الولايات المتحدة إلى إجراء محادثات مع الجانب التركي والتي نتج عنها مايسمى باتفاق “المنطقة الآمنة” كما حذّر وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، الجانب الأمريكي من المماطلة بهذا القرار.
يشار إلى أن الدولة السورية تشدد باستمرار على عدم شرعية الوجود الأمريكي والتركي في سورية مشيرة إلى أن مشروع “المنطقة الآمنة” هو مشروع احتلالي ويهدف إلى تقسيم سورية.