بعد مرور يومين على تصريح القيادة المركزية الأمريكية الذي أكّدت خلاله بأن الضربات التركية التي تستهدف مناطق شمالي سوريا لا تعرّض قواتها للخطر في سوريا، بالرغم من وصولها لأول مرة إلى أجواء دير الزور، أعلنت الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الأربعاء أن الغارات التركية تهدد سلامة القوات الأمريكية في المنطقة.
وجاء في بيانٍ للبنتاغون أن “وزارة الدفاع قلقة للغاية من تصعيد الأعمال في شمال سوريا والعراق وتركيا، وهذا التصعيد يهدد تقدم التحالف الدولي في جهوده، مضيفاً أن “الغارات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكلٍ مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين”.
تابع البنتاغون: “علاوةً على ذلك، فإن الأعمال العسكرية غير المنسقة تهدد سيادة العراق، وتعتبر التهدئة الفورية ضرورية”، مديناً سقوط ضحايا مدنيين في تركيا وسوريا على حدٍ سواء، مقدماً التعازي وأعرّب عن قلقه إزاء المعلومات عن “استهداف البنية التحتية المدنية بشكلٍ متعمد”.
وأضاف البنتاغون: “ومع دعوتنا لوقف التصعيد، نعترف بالمخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، وسنستمر بمناقشة الحفاظ على ترتيبات وقف إطلاق النار مع تركيا وشركائنا المحليين”.
ويأتي بيان البنتاغون، بعد تنفيذ استهدافات تركية مكثفة جداً على نقاط شمال شرق سوريا، طالت البنى التحتية ومواقع نفطية، إلى جانب استهداف بعض المراكز التي تدار بشكلٍ مباشر بين الولايات المتحدة الأمريكية و”قسد”، كاستهداف موقعاً لـ”قسد” غرب مركز بحوث هيمو الذي تتخذه القوات الأمريكية مقراً لها غرب القامشلي.
وتعقيب على هذه الاستهدافات، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن عضو المجلس الرئاسي في “مجلس سوريا الديمقراطية- قسد” وممثله في واشنطن بسام صقر، قوله: “إن العملية البرية المتوقعة التي تهدد بها تركيا بعد غاراتها المكثفة على مناطقنا، هي رسالةً مباشرة للولايات المتحدة، التي لا يبدو أنها بصدد الاعتراض عليها، كما ظهر ذلك على الأقل من ردود الفعل الخجولة التي صدرت عن المسؤولين الأمريكيين”.
يشار إلى أن مصادر “أثر” في الحسكة أكّدت أنه شهد صباح اليوم الخميس انخفاض بوتيرة الضربات الجوية بعد أربعة أيام من التصعيد التركي، إلى أن عادت عمليات القصف إلى وتيرتها باستهداف محطة علي آغا النفطية بريف اليعربية أقصى شمال شرق المحافظة.