أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

“البرغل بحمص” في الساحل السوري.. عقد الطعام بين الفقراء والأغنياء

by Athr Press G

خاص || أثر برس اشتهر الساحل السوري منذ القديم بمأكولات شعبية تفرد بها دون بقية المحافظات السورية، والتي اعتمدت على المنتجات المتوفرة في البيئة وباتت من التراث الشعبي المرتبط بالساحل، وفي مقدمة هذه الأكلات البرغل بحمص التي ارتبط طبخها في أكثر الأحيان بالأعياد والمناسبات والولائم باعتبارها تقليداً شعبياً ومتفقاً عليها بين جميع الأذواق التي تُجمع على محبتها.

واللافت أن هذه الأكلة توصف بأنها عقد الطعام الذي يجمع بين طعام الفقير التي يمكن إعدادها بتكاليف مالية زهيدة إذا استثنى منها اللحم، وطعام الغني الذي لا يستطيع الاستغناء عنه وطبخه في الأعياد والولائم، فرغم مرور الزمن وانتشار الكثير من الأصناف الجديدة إلا أن البرغل بحمص ما تزال تحافظ على مكانتها الخاصة وميزتها بأنها تجمع بين موائد الأغنياء والفقراء.

البرغل بحمص

البرغل بحمص

أكلة البرغل بحمص تتجاوز عند بعض الأهالي اعتبارها مجرد أكلة، لتصبح جزءاً من ذاكرة وذكريات طويلة مع أشخاص ومناسبات مرتبطة بسنوات ماضية للمة العائلة والأقارب والأصدقاء، حيث تقول أم سعيد (٧٠ عاماً) لـ”أثر”: “كبرنا على محبة أكلة البرغل بحمص باعتبارها أكلة ارتبطت مع اجتماع الأهل والأقارب حيث كانت مناسبة للتلاقي”، مضيفة: “حرصت على تعلم طبخ البرغل بحمص من أمي التي علمتني أن أطبخها بحب حتى تنضج بنفس طيب تجعل من يتذوقها يستمتع بالطعم الرائع”.

وعن طريقة التحضير، شرحت أم سعيد أنها تقوم أولاً بسلق لحم الخاروف أو الفروج مع الحمص في الماء مع إضافة بصلة وإكليل الجبل والقرنفل وورق الغار والمطيبات، قبل أن نقوم بعد نصف ساعة بتصفية الماء والحمص المسلوق من الشوائب مع وضع اللحم جانباً حتى يبرد، ثم يعاد الماء الساخن إلى القدر الذي يطبخ فيه البرغل بحمص، حيث تستغرق مدة الطهو ساعة.

وحسب أم سعيد، ما يعطي هذه الأكلة نكهتها المميزة هو إضافة زيت الزيتون إلى الأكلة بعد انتهاء عملية الطهو، وخاصة إن كان زيت “خريج” وهو زيت معروف فقط في الساحل السوري.

واللافت، حسب الباحث في الموروث الشعبي نبيل عجمية، أن إعداد أكلة البرغل بحمص عدا عن أنها مرتبطة بالعادات والتقاليد الشعبية الموروثة في الساحل، فهو يرتبط أيضاً بإعدادها في ”المقلي” الذي هو عبارة عن إناء مصنوع من التراب الأحمر النقي يعطي لأي أكلة يتم طهوها فيه نكهة مميزة وخاصة إذا وضع على نار الحطب المتوسطة.

ويضيف عجمية لـ”أثر”: يزيد عمر “المقلي” على ثمانية قرون ويعد من أقدم الأدوات المستخدمة في المطبخ السوري حيث تعجنها الأيدي المتشربة من الخير تراب الأرض وبساطة الحياة ومتعة التراث لتضفي على الطعام نكهة الأصالة وطعم الطبيعة التي لا تقاوم.

صفاء علي –  طرطوس

اقرأ أيضاً