أثر برس

الجمعة - 29 مارس - 2024

Search

الانسحاب الأمريكي من السعودية.. حرب نفط أم إنجاح لحملة ترامب؟

by Athr Press R

بصورة ملفتة وغير متوقعة بدأت الولايات المتحدة بتغيير انتشارها العسكري في السعودية وسط تخبط في العلاقة بين الطرفين.

حيث كشفت وسائل إعلام أمريكية عن بدء الولايات المتحدة بسحب عدد من منظومات الدفاع الجوي «باتريوت» التي تنشرها في السعودية، كما تدرس تخفيض القدرات العسكرية الأخرى.

تخفيض الولايات المتحدة لعدد منظومات الدفاع الجوي في السعودية جاء بعد أيام مما نشرته وكالة «رويترز» حين كشفت، أن ترامب هدّد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في اتصال في الثاني من الشهر الماضي، بأنه إن لم تبدأ «أوبك» بخفض إنتاج النفط، «فلن يكون هناك سبيل لمنع الكونغرس من فرض قيود قد تؤدي إلى سحب القوات الأمريكية»، ما اضطر ابن سلمان إلى توجيه أوامر لمعاونيه بمغادرة الغرفة لإكمال الاتصال على انفراد.

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال قبل أيام إن سحب أنظمة الدفاع الجوي من السعودية “ليس وسيلة للضغط على المملكة العربية السعودية بشأن قضايا النفط”، لكن تصريحات بومبيو تتناقض مع ما جاء على لسان رئيسة أول أمس الجمعة عندما قال في مؤتمر صحفي حينما سُئل عن سبب سحب أنظمة الدفاع الجوية قائلاً: “هناك دول غنية نحميها مقابل لا شيء، وإن كنا نقدم الحماية إلى بعض الدول، فعليها احترامنا، لا أريد التحدث عن ذلك… هناك تحرّكات لقوّاتنا في الشرق الأوسط والعالم”.

من جهةٍ أخرى قد تشير تلك الإجراءات إلى عدم جاهزية الولايات المتحدة للدخول بأي تصعيد عسكري مع إيران في المرحلة الحالية وبأنها تستبعد أي قرار حرب، ما قد يفسر تصريحات الرئيس الأمريكي قبل أيام التي قال فيها إن غزو العراق عام 2003 على يد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن كان أسوأَ قرار في تاريخ الولايات المتحدة، مضيفاً: “انظروا إلى الأمور الخاصة بقواتنا الآن، نحن حالياً في وضع مغاير تماماً، قلصنا عددها في أفغانستان إلى 8000 وفي العراق إلى 4 آلاف”، في محاولة واضحة من الرئيس ترامب لايصال فكرة أنه لا يريد الدخول بأي حرب مباشرة مع إيران.

قد لا يبدو من الواضح إذا كان القرار الأمريكي بخفض الدعم العسكري للسعودية يأتي في سياق حرب النفط المشتعلة عالمياً، أم بهدف المساعي الانتخابية لترامب الذي يريد إظهار نفسه أمام جماهيره على أنه لا يعرض أبناءهم للخطر ولا يريد لهم أن يكونوا بعيدين عن بلدهم.

لكن مما لا شك فيه هو أن الولايات المتحدة تقدم خيبة أمل جديدة لولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان الذي قدم لترامب مليارات الدولارات بحجة تقديم الحماية العسكرية للسعودية دون ظهور أي نتائج عملية لتلك الحماية.

أثر برس

اقرأ أيضاً