أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

تفضيل الذكر على الأنثى.. موروث اجتماعي لازال حاضراً في بعض المجتمعات

by Athr Press N

خاص || أثر برس

الأنثى.. هي تلك الإنسانة التي صورها الإرث التاريخي بالمخلوق الضعيف إلى حد المبالغة في ذلك، حتى  وصل الأمر لدرجة الاعتماد على الأساطير التي حجّمتها كثيراً وجعلت القوة للرجل وحده دون غيره.

فعندما تصرخ المولودة صرختها الأولى، يقال للأب “إن شاء الله تشوفها عروس” وحين يصرخ الذكر صرخته الأولى يقال للوالد “يتربى في عزك”، كلمات توضح بشكل دقيق نظرة بعض المجتمعات العربية للأنثى.

ونسبة للمنظور المتوارث، يُكنى الولد بإسم أبيه الذي يُلقّب بـ (أبو فلان) ويحمل إرث العائلة المادي والمعنوي، فولادة الصبي الذكر تكون مُنتظرة على أحرّ من الجمر، أما ولادة الفتاة فتكون على مضض، خاصة في حال عدم وجود إخوة صبية لها قبلاً.

ولا يزال البعض في مجتمعاتنا العربية  يفضل إنجاب الذكور على الإناث، رغم التحضّر والتمدن وارتفاع المستوى التعليمي والثقافي لأفراد المجتمع، هذا التفكير الذي تم توارثه “أبّاً عن جد” بأن الذكر امتداد لوالده وللعائلة “ومن أنجب ذكر ما مات” على قولهم، لأنه سيساعد والديه في أواخر العمر وفي المرض، حسب العادات والتقاليد.

وبنظرة منصفة إلى هذا الموضوع، فإن اللوم لا يقع دوماً على الزوجين فقط ورغبتهما في الإنجاب، بل تشاركهما نظرة المجتمع التقليدية التي تنظر إلى إنجاب الإناث على أنه مشكلة تحتاج إلى حل، إضافة إلى الضغط العائلي الكبير لإنجاب طفل ذكر، ومن المثير للدهشة أنه بالرغم من أن الرجل (علمياً) هو المتحكم بجنس المولود فغالباً ما تكون الزوجة خائفة من الفشل في إنجاب طفل ذكر، وتكرر الإنجاب لترزق به.

وبحديث خاص لأثر برس، قالت السيدة (ن . م): “لدي ابنة واحدة وحامل بالشهر الخامس، وأتمنى أن أرزق بولد لأن الولد أفضل من البنت، حتى أني أدعو من أحب أن لا ينجبوا إناث”، وحجتها أن الأنثى تحتاج إلى اهتمام ورعاية أكبر، وأن الولد يساعد أباه عندما يكبر ويبقى معه.

أما زوجها فقد أكد بأنه لافرق بين ولد وبنت، لأن كل شيء قد تغير.

السيدة (م . س) قالت: “أنا سعيدة ببناتي ولا أفكر بإنجاب المزيد من الأطفال حتى لو كان ذكراً بعد أن اتفقت مع زوجي على ذلك، ولانكترث لضغوطات العائلة والمجتمع لإنجاب ذكر”.

وختاماً.. أثبتت المرأة أنها قادرة ومؤهلة على التغيير وتولي المناصب القيادية المهمة وعلى أكثر من صعيد، ومع ذلك تبقى نظرة الرجل لها سلبية وخاصة حيال عملها بالمؤسسات والمراكز القيادية، إذ تمكنت من اكتساح العديد من المجالات والتخصصات التي كانت حكراً فقط على الرجال، وعملت بالقوة والعزيمة على تحقيق نجاحات متتالية، واستطاعت أن تترك أثراً كبيراً وأثبتت لمجتمعها أنها قادرة على أن تكوّن نفسها، بالعزيمة والإصرار والمثابرة.

منى علي حمادي

 

اقرأ أيضاً