أثر برس

الخميس - 25 أبريل - 2024

Search

الأسماك تنضم للائحة اللحوم العصية على موائد أهالي الساحل السوري.. مواطنون: “حتى أنت يا سمك”

by Athr Press G

خاص || أثر برس على إيقاع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والفروج وهجرتها لموائد ذوي الدخل المحدود، سجلت أسعار السمك ارتفاعاً كبيراً ليدخل هو الآخر قائمة اللحوم العصيّة على الميزانية الشهرية للكثير من أهالي الساحل.

بعبارات تهكم تكسوها ملامح امتعاض سرعان ما ترتسم على وجوه من التقاهم “أثر” في اللاذقية وبانياس للسؤال عن أسعار السمك: “بالرغم من أننا مدن ساحلية ولا تترتب أي أجور نقل تضاف إلى الأسعار، فإن أسعار السمك باتت نار كاوية”، مدللين بأن سمك البلميدا الذي يعد الأكثر شعبية ورواجاً بسبب رخص سعره، بات اليوم عصيّاً على الشراء في ظل ارتفاع سعره الذي يتراوح بين 8000-10000ليرة.

من سوق السمك في اللاذقية إلى بانياس مروراً بجبلة، قلة العرض هي السمة العامة لواجهات المحال التي اقتصرت على البلميدا والبوري، فيما تنوعت بعض المحال باحتوائها على سمك اللقس والبوري.

أبو أمجد من مدينة اللاذقية يقول: “استغنينا عن اللحوم الحمراء والفروج، واتجهنا للسمك باعتباره أرخص ثمناً، لكنه ودّعنا هو الآخر بعدما أصبح كيلو سمك البلميدا 10000 ليرة بعدما كان يباع بين 2000-2500ليرة”.

“حتى أنت يا سمك”، بتهكم تضيف سمر من مدينة بانياس: “من يصدّق أننا في الساحل نشتري أقل كيلو سـمك بـ10000 ليرة”، متسائلة: “إذا كان سعر السمك في الساحل هكذا، فكيف الحال في المحافظات الداخلية بعد أن يضيف التاجر أجور النقل للسعر؟”.

الحل عند أمل تراه في أن يستغني الجميع عن اللحوم التي باتت حكراً على العائلات المترفة، والتحوّل إلى الخضار والفواكه التي رغم ارتفاع أسعارها إلا أنها لا تزال ضمن إمكانيات القدرة الشرائية للمواطن صاحب الدخل المحدود.

وفي جولة لـ “أثر” على أسواق السمك في كل من اللاذقية وجبلة وبانياس، كانت الأسعار متقاربة جداً حيث بباع كيلو سـمك البلميدا بين 8000-10000ليرة، سـمك البوري بين 10000-15000ليرة، اللقس بين 20000-25000ليرة، الفريدي بين 25000-30000ليرة.

رئيس جمعية صيادي اللاذقية نبيل فحام عزا لـ “أثر” السبب وراء ارتفاع سعر السمك في اللاذقية إلى سوء الأحوال الجوية، وامتناع عدد كبير من الصيادين عن الصيد بسبب عدم توزيع المازوت الكافي للقوارب، مشيراً إلى قيام الكثير من الصيادين برفع قواربهم إلى رصيف الميناء إعراباً منهم على هجرة المهنة.

وأضاف فحام: “ارتفاع الأسعار ليس وليد اليوم والظروف الجوية العاصفة فقط، وإنما الأسعار مرتفعة منذ شهر ونصف بسبب عزوف الكثير من الصيادين”، مبيناً أن النوع الأكثر توفراً هو البلميدا، حيث يباع الكيلو منه بـ 10 آلاف، ورغم ذلك سعر الكيلو لا يعادل، حسب فحام، تكلفة صيده فالصياد يشتري بيدون المازوت 18 ليتر بـ65 ألف ليرة.

وأضاف فحام: “منذ أكثر من شهر لم يحصل الصيادون على مخصصاتهم من المازوت المدعوم”، مدللاً بأن مخصصات الصياد شهرياً 170 ليتر، لكن لا يتم توزيع أكثر من خمسين ليتر منها، في حال تم التوزيع.

بدوره، قال رئيس جمعية صيادي بانياس محمد عبدو لـ “أثر”: “ارتفاع الأسعار سببه قلة العرض مقابل تزايد الطلب، عازياً قلة العرض إلى سوء الأحوال الجوية وعدم استطاعة الصيادين الخروج للصيد”، مؤكداً أنه لو كانت الأحوال الجوية جيدة وهناك صيد كانت انخفضت الأسعار بسبب تزايد العرض.

وعن الأنواع الأكثر عرضاً في السوق، أشار عبدو إلى البلميدا باعتباره من السمك الموجود في المياه السورية بالإضافة إلى ان هذه الفترة من السنة تعتبر موسم سنك البلميدا، لافتاً إلى أنه خلال الأيام الماضية تم صيد كمية من سمك البلميدا المخطط والذي يعد نادر الوجود في مياهنا.

وحول الصعوبات التي تواجه عمل الصيادين، ضمّ عبدو صوته إلى صوت فحام فيما يتعلق بقلة المازوت الذي يتم توزيعه على الصيادين، مدللاً بأنه كانت مخصصات جمعية صيادي بانياس التي تضم 200 صياد 47 ألف ليتر تم تخفيضها إلى 24 ألف ليتر، بمعدل 115 ليتر لكل صياد شهرياً، مؤكداً أن هذه الكمية لا تكفي الصياد سوى لعمل ثلاثة أيام ليقوم بقية أيام الشهر بشراء المازوت من السوق السوداء.

اقرأ أيضاً