أثر برس

الخميس - 25 أبريل - 2024

Search

استياء من تسعيرة القمح لهذا الموسم.. اتحاد الفلاحين لـ”أثر”: سنطالب برفعه إلى 3 آلاف ليرة

by Athr Press G

خاص|| أثر برس  كشف رئيس اتحاد الفلاحين في سوريا أحمد صالح الإبراهيم في تصريح لـ”أثر برس”، عن توجه الاتحاد للمطالبة بتعديل سعر القمح لهذا الموسم من جديد ليتناسب مع تكاليف زراعته، مؤكداً أن الاتحاد سيطالب برفع سعر كيلو القمح لهذا العام إلى 3 آلاف ليرة سورية، وستتم التوصية بهذا السعر بعد مؤتمر القمح القادم والذي سيعقد قبل بداية موسم الحصاد لهذا العام بتاريخ 6 أيار 2023.

ويأتي حديث رئيس اتحاد الفلاحين على خلفية حالة الرفض الكبيرة والانتقادات الواسعة التي شهدها قرار الحكومة الأخير والذي تضمن تسعيرة كيلو القمح هذا العام بـ 2300 ليرة سورية، والشعير 2000 ليرة سورية، حيث اعتبره الأغلبية من المتابعين من نواب في مجلس الشعب وإعلاميين ومهندسين ومتخصصين في الشأن الزراعي وحتى المسؤولين لدى اتحاد الفلاحين، أنه قرار مجحف وغير مدروس ومخيب للآمال، ومن وضعه ليس قريب من الواقع ولا دراية عنده بأسعار التكلفة الحقيقة.

تسعيرة مخيبة للآمال

وتعقيباً على تسعيرة القمح الصادرة مؤخراً، صرح عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للفلاحين أحمد هلال الخلف رئيس مكتب التسويق والتصنيع بأن هذا العام يتميز بموسم وفير من القمح والشعير والعدس، حيث أن الأمطار توزعت بنسب ممتازة خلال شهري آذار ونيسان وجميع الفلاحين آملين بإنتاج وفير من القمح يوفر على الحكومة الاستيراد الخارجي.

وأضاف، “بعد انتظار الجميع صدرت التسعيرة من قبل الحكومة لهذا الموسم بـ /2300/ ليرة سورية فقط للكيلو غرام من القمح و/2000/ ليرة سورية الشعير وبهذه التسعيرة تحطمت آمال الانتظار لسعر يلبي طموح الفلاحين ويراعي التكلفة الحقيقية والجهد المبذول من الفلاحين مما ينعكس سلباً على عمليات التسويق”.

‏وأردف، “ذلك سيؤدي لخلق سوق موازٍ بأسعار مرتفعة أكثر من السعر المحدد من قبل الحكومة مما قد يؤدي إلى عزوف الفلاحين بالموسم القادم عن زراعة هذا المحصول الاستراتيجي واستبداله بزراعات توفر دخل أفضل لهم”.

من جهته، وصف الإعلامي نزار الفرا المعنيين باتخاذ القرار، بأنهم مفصولون عن الواقع، وكتب في مدونته الشخصية على موقع “فيس بوك”:  “لو جبنا خبراء من سوق الجمعة (المستعمل) لدراسة التكاليف الحقيقية لمحصول الشعير والقمح ما كانوا بيحطو تسعيرة  2000- 2300 ليرة للكيلو لهذا الموسم!!!”

ويؤكد المهندس الزراعي محمد المحمد لـ”أثر برس” أن التسعيرة التي تم الإعلان عنها لا تتوافق والواقع الفعلي التكاليف التي يتحملها الفلاح في زراعة محصول القمح معتبراً ذلك إجحافاً بحق المزارعين، لافتا إلى أن التكلفة للدونم الواحد هذا العام بلغت 800 ألف ليرة سورية لمن يمتلك أرضاً، فيما وصلت إلى المليون ليرة للمستأجرين”.

ويضيف المحمد، “وفقاً للسعر الحكومي يبلع مردودية الدونم الواحد 690 ألف وسطياً وهذا أقل من قيمة التكلفة وهذه مشكلة تحتاج برأيه إلى إعادة نظر من جديد بمسألة الأسعار قبل موسم الحصاد المقبل”، معتبراً أن أقل سعر من المفترض أن يكون بين 3500 – 4000 ليرة سورية للكيلو حتى يتسنى للفلاح تغطية مصاريفه وتأمين جزء بسيط مما يساعده على توفير مستلزمات حياته المعيشية”.

ويرى المحمد أن وضع الحكومة هذه التسعيرة وفق الأسعار المدعومة أمراً غير معقول لأن 90 بالمائة من الفلاحين يقوّمون زراعتهم بالاعتماد على أسعار السوق السوداء مبيناً أن من يقوم أرضه بالأسعار التشجيعية المدعومة من جهة المازوت والبذار والسماء هم قلة جداً ولا يصلون إلى 10 % من الفلاحين”.

حسابات الفلاحين

وتعليقاً على تكاليف زراعة محصول القمح، يقول أحد المزارعين في ريف حماة بمنطقة الغاب لـ “أثر” إن تكلفة الدونم الواحد من القمح تصل إلى 700 ألف ليرة فما فوق منها، فلاحة 60 ألف، وتكاليف زراعة 20 ألف، وبذار مقدار 35 كيلو أقل تقدير تحتاج إلى 100 ألف، وسماد مركب مقدار 25 كيلو بقيمة 100 ألف، وسماد أزوت مقدار 25 كيلو بقيمة 150 ألف، وأدوية أعشاب أقل تقدير 35 ألف للدونم، ومازوت 12 ليتر للري لمرة واحدة بقيمة 90 ألف، ناهيك عن تكلفة الحصاد والتي بلغت العام الماضي ما يقارب 60 ألف للدونم، وهذا العام الله أعلم ربما تصل إلى 100 ألف ليرة سورية، وأيضاً أجور نقل المحصول الى مركز الحبوب.. وغيرها”.

وحول الإنتاج الوسطى للدونم بحسب الفلاحين، قالوا: “في حين متوسط إنتاج دونم القمح في منطقتنا يتراوح بين 350 إلى 450 كيلو غرام فقط ما يعني أن التكلفة تقارب الإنتاج وهذا برأيهم مجحف بحق الفلاح، متسائلين من أين سيحصل المزارعون على تكاليف حياتهم المعيشية إذا كانت التكاليف تساوي قيمة البيع خاصة في ظل الغلاء الفاحش حالياً؟”.

مصادر محلية في محافظة الرقة أكدت لـ”أثر” أن التكاليف التي يتحملها الفلاح في زراعة محصول القمح كبيرة جداً ولا تتوافق مع تسعيرة الحكومة مشيرين إلى أن تكلفة الدونم الواحد بلغت إلى الآن نحو 600 ألف ليرة سورية دون احتساب أجرة الحصاد والتي يتوقعون أن تتراوح ما بين 75 – 100 ألف ليرة للدونم”.

ولفت المصادر الفلاحية إلى أن متوسط الإنتاج في محافظة الرقة يتراوح ما بين 300 – 400 كيلو غرام للدونم وهذا وفقا للأسعار الحالية المحددة لا يعتبر مربح للفلاح وإنما خاسر ولا يشجع على الزراعة مرة ثانية”.

وفي التفاصيل، قال الفلاحين: “يحتاج الدونم الواحد إلى 50 ألف ليرة حراثة، و300 ألف ليرة أسمدة آزوتية، و125 ألف ليرة بذار، و25 ألف ليرة مبيدات حشرية وتكاليف نقل وأجور عمال وغيرها 25 ألف إضافة إلى أجرة حصاد ربما تزيد عن 75 ألف ليرة سورية هذا الموسم”.

يلاحظ مما سبق أن جميع الحسابات التي وضعها المزارعون في مختلف المناطق السورية متقاربة جداً وتجمع على أن التكلفة الإجمالية للدونم الواحد من القمح هي أكثر من سعر شراء الحكومة له ما يعني أن الفلاح يتعرض لخسارة كبيرة وربما سيدفع ذلك إلى الأحجام عن الزراعة في المواسم المقبلة للابتعاد عن الخسارة المدوية التي ربما يتكبدها لاحقاً أيضاً.

قصي المحمد

اقرأ أيضاً