خاص || أثر “باعت والدتي منذ يومين خاتم زواجها ذهب عيار 21 قيراط واشتريت بثمنه خاتم زواج (محبس) جديد عيار 18 قيراط، ليكون الخاتم الذي سأقدمه لخطيبتي”، بهذه الطريقة أمّن الشاب مصطفى البالغ 35 عاماً خاتم ليستطيع خطبة الفتاة التي يحبها منذ عامين.
وأضاف الشاب مصطفى لـ “أثر”: “لولا هذا الحل لما استطعت إحضار خاتم الخطبة كخطوة أولى للزواج، واكتفيت بشراء محبس فضة لي والذي لم يكن رخيصاً هو الآخر”.
مصطفى حاله حال الكثير من الشباب الذين توقف حلمهم بالزواج بسبب غلاء سعر الذهب وآجار البيت وتكاليف إقامة الحفل وتأمين أثاث البيت وغيره الكثير التي أصبح تأمينها يثقل كاهل الشباب ولو بالحد الأدنى حتى وإن تنازلت الفتيات عن الكثير من المتطلبات وشاركت العريس بتأمين متطلبات الحياة الزوجية ولكن كيف ومستوى الدخل لا يقارن بالأسعار أبداً التي أصبحت تحلق حتى أصبح الزواج ضرباً من الخيال.
بدورها، ريم البالغة 25 عاماً، تقول لـ “أثر”: “حلم الفستان الأبيض والحفل الفخم والمحبس الجميل لا يفارق أي فتاة ولكن ليس بالإمكان أكثر مما كان”، وتضيف: “كانت أحاديث الفتيات لا تخلو من الحديث عن هذه الأحلام وكيف تخطط لعرسها وكيف سيكون موديل ثوب زفافها ولكن من اللائق أن تكتفي بتأمين أبسط الأمور وبأقل التكاليف إلى جانب الوعي بصعوبة الحياة”.
وأكدت أن بعض الفتيات لم يقبلن التنازل عن أحلامهن وينتظرن العريس اللقطة الذي سيؤمن ذلك، وبعد تنهيدة قال: “اللي متلنا تعو لعنا، أي الغني بده وحدة غنية مثله”.
أيضاً، الشاب محمد قال لـ “أثر”: “أصبح تأمين تكاليف الزواج هاجس كبير لدى معظم الشباب وأصبح الزواج بعد عمر الـ 35 منطقياً في هذه الظروف حتى يستطيع الشاب تأمين ولو جزء من التكاليف ويعمل بأكثر من مهنة”، مضيفاً بلهجته العامية: “ليس منطقي أن نبهدل بنت العالم معنا فما أرضاه لأختي لا أرضاه لأي فتاة ولن أتزوج إلا إذا اشتريت بيت حتى لو غرفة واحدة”.
ومع ارتفاع أسعار الذهب، أوضح العديد من الشباب خلال حديثهم لـ “أثر” أنهم باتوا يلجؤون للذهب البرازيلي “التقليد” كون سعره أرخص ولا يفرق عن الذهب الحقيقي.
تجدر الإشارة إلى أن سعر الذهب في سوريا يشهد ارتفاعاً قياسياً، متجاوزاً حاجز الـ 400 ألف للغرام عيار 21 قيراط.
ووفق نشرة جمعية الصاغة لليوم الإثنين الواقع في 10 نيسان، فإن سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً سجل 409 آلاف ل.س للمبيع و408 آلاف للشراء، بينما سجل عيار 18 قيراطاً 350571 للمبيع و349571 للشراء.
وكان رئيس جمعية الصاغة غسان جزماتي أوضح في وقت سابق لـ “أثر”، أن الارتفاعات الحاصلة عالمياً هي نتيجة إفلاسات البنوك في أمريكا؛ أما فيما يخص ارتفاعه محلياً فذلك بسبب ارتفاع سعر الأونصة عالمياً.