حصلت تغيرات مفصلية في المشهد الميداني السوري أدت إلى قلب بعض الموازين وكشف حقائق جديدة لم تطرح من قبل، كما لعبت دوراً في إجبار بعض الأطراف على الاعتراف بالدور الذي لعبوه في الحرب والأهداف التي كانوا يحلمون في الوصول لها، لتكون الأنظار متوجهة بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني.
فجاء في صحيفة “يديعوت أحرنوت” اعترافات كانت قد نفتها “إسرائيل”سابقاً تتعلق بوجود قنوات اتصال بينها وبين الفصائل المعارضة حيث ورد في صفحاتها:
تتواصل “إسرائيل” مع الفصائل المعارضة في سوريا فقط لأنها تساعدها بتحقيق هدفها بتوتير الأوضاع في الداخل السوري والحد من الوجود الإيراني على الحدود الجنوبية لسوريا، “فإسرائيل” يوجد بيدها ورقة ضغط مهمة على سوريا كونها تملك تجربة تمتد لـ 70 سنة بخصوص جمع المعلومات في سوريا، وهذه المعرفة يمكن ترجمتها إلى إنجازات سياسية إذا عرفت “إسرائيل” كيف تستغل ذلك، فهي تملك موارد لها أهمية كبيرة، يمكن الإتجار بها في بورصة المعلومات الدولية، وهذه الموارد تحولها إلى طرف مطلوب من قبل دول الناتو”.
وفي وكالة “سبوتنيك” الروسية جاء:
“قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق، د.بسام أبو عبدالله: إن الوضع الميداني في الجنوب السوري الآن، يترجم إلى وصل جبهات جنوب لبنان، بانتداباته في سوريا، والذي كانت “إسرائيل” تعمل على الفصل بينها، مما يصعّد من حدة القلق الاستراتيجي “الإسرائيلي” نتيجة عدم سير الأمور كما كانت تبتغي، وهنا يكمن وضوح الدور الروسي، من خلال إعطاء كيان الاحتلال كل الضمانات، فبمجرد ذكر اسم “إسرائيل”، فيه إضعاف لقوى المعارضة والمجموعات المسلحة، فالهدف “الإسرائيلي” في سوريا، يتبع الهدف الأمريكي وبعض الدول الخليجية”.