أثر برس

هكذا جمعت سوريا بين إيران وروسيا والصين

by Athr Press Z

منذ بدء ظهور تحالفات واتفاقيات جديدة بين بعض الدول واختفاء خلافات دامت سنوات، والتنبؤ باقتراب ظهور قوى جديدة منافسة للهيمنة الأمريكية، بات الحديث عن الملف السوري مرتبط بهذه التطورات وبمصيرها.

في هذا الصدد، يستمر التحالف الروسي-الصيني-الإيراني بالتصاعد، حيث أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حوار أجراه أمس الأربعاء مع قناة «CGTN» الصينية أن تعاون بلاده مع روسيا والصين، وأعضاء منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي، يمكن أن يخلق قوى جديدة.

تصريحات الرئيس الإيراني جاءت بعد مؤتمر منظمة “شنغهاي” التي تشكل الدول الأعضاء فيها 44% من سكان العالم، وبحسب الخبراء فإن هذه المنظمة تعد مسعى صيني-روسي مشترك في مواجهة النفوذ والتحالفات الغربية مثل حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الأمر الذي برز في بيان للكرملين حول هذه القمة، الذي أكد أن هذه القمة تعتبر بديلاً “للمنظمات المتمركزة حول الغرب”، كما برز بتصريح الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث قال: “إن الوقت حان لإعادة تشكيل النظام الدولي والتخلي عن المعادلات الصفرية والسياسات القائمة على تشكيل كتل” مضيفاً “يجب على قادة العالم العمل معاً لدعم تنمية النظام الدولي في اتجاه أكثر إنصافاً وعقلانية”.

التصريحات الصينية والروسية والإيرانية خلال قمة “شنغهاي” التي عُقدت منتصف أيلول الفائت، سبقتها عدة خطوات تمهيدية كتوقيع اتفاقية التعاون المشترك بين الصين وإيران لمدة 25 عاماً، والإعلان عن وصول العلاقات الاقتصادية بين روسيا وإيران إلى أعلى مستوياتها، حيث تم تأسيس أول مركز أعمال إيراني في روسيا، وزيادة الصادرات بين البلدين وغيرها من المشاريع.

سياسياً وعسكرياً:
تطور العلاقات الاقتصادية بين الأطراف الثلاثة انسحب أيضاً على السياسة والدفاع، حيث شهد العام الجاري مناورات بحرية صينية-روسية-إيرانية عدة آخرها كان في آب الفائت، إلى جانب الحديث عن احتمال استفادة روسيا من الخبرات الإيرانية في صناعة المسيّرات.

علاقة الملف السوري بهذه التطورات:
جمع الملف السوري كلاً من روسيا والصين وإيران تحت موقف سياسي موحّد ومتناسب مع أهدافهم ومصالحهم، وهو ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا، ففي 5 أيلول الفائت دعت بكين وللمرة الأولى واشنطن إلى الخروج من سوريا، أما بخصوص روسيا وإيران فتشير التقارير إلى أن التنسيق بين الجانبين وصل إلى أوجه في الملف السوري بعد الحرب الأوكرانية، الأمر الذي برز بتزايد الاستهدافات للوجود الأمريكي في سوريا تارة من قِبل روسيا وتارة أخرى من قِبل إيران، حيث شهدت الأشهر الأخيرة أكثر من 7 استهدافات للقواعد الأمريكية ومحيطها في سوريا، وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن خبراء روس قولهم: “إن تكرار الحديث في الفترة الأخيرة عن احتكاكات روسية – أمريكية في بعض المناطق أو الإشارات التي تتحدث عن نشاط قوات التحالف الدولي في مناطق الجنوب أو مناطق الشمال الشرقي، يعود لحقيقة أن موسكو باتت تولي الأولوية في تحركاتها مع شريكيها في مسار أستانة (تركيا وإيران) إلى تصعيد مسار مواجهة الوجود الأمريكي في سوريا، وهذا ما أظهرته مجريات أعمال قمة مسار أستانة التي انعقدت قبل شهرين في طهران”.

تبرز سوريا في هذه المرحلة كساحة مهمة لكل من روسيا والصين وإيران لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يدفع الأوساط السياسية الأمريكية إلى دعوة إدارتهم لوضع سياسة وأهداف واضحة لوجودهم في سوريا، حيث نشرت صحيفة “ناشيونال إنترست” الأمريكية في هذا الصدد: “إذا أرادت أمريكا العمل بحكمة لهزيمة أعدائها الاستراتيجيين المعلنيين فسوف تعيد النظر بسياستها في سوريا“.

 أثر برس

اقرأ أيضاً