توقفت المغامرة السورية عند الحدود الإيرانية وانتهت معها أحلام الجمهور السوري بفك عقدة المنتخب الإيراني بعد نصف قرن من آخر فوز عليه وخرج خاسراً بفارق ركلات الجزاء الترجيحية وكان بالإمكان أفضل مما كان ولكن..؟
وحتى لا نبخس المنتخب حقه، فقد أدى مباراة رجولية خاصة في الشوط الثاني والوقتين الإضافيين وكان بإمكانه أن ينهي المباراة في الدقائق العشر الإضافية في الشوط الثاني وفي الوقتين الإضافيين لو غامر أكثر بالهجوم، ولكنه لعب كما أراد المدرب الإيراني وذهب معه لركلات الجزاء الترجيحية وفيها أضاع فهد اليوسف ركلة كانت كافية للإيرانيين حتى ينالوا ما أرادوه بعد طرد لاعبهم.
في الشوط الأول سيطر المنتخب الإيراني ووصل مرات عدة لمرمى منتخب سوريا الذي اكتفى باللعب مدافعاً، وعندما حاول أن يصل لمنطقة الجزاء الإيرانية كان وصوله خجولاً ولما كانت غلطة الشاطر بألف فقد أخطأ أيهم أوسو وتسبب بركلة جزاء من كرة (ميتة) سجل منها الإيرانيون هدف التقدم في الدقيقة 34 عن طريق مهدي طارمي.
وبعدها تصدى المدنية نجم المباراة لأكثر من كرة خطرة وبعضها من إنفراد تام، كما أبعد الويس كرة برأسه قبل عبورها خط المرمى.
في الشوط الثاني بدأت شخصية منتخب سوريا تظهر قليلاً وسيطر في بعض مراحله ووصل للمرمى الإيراني واستطاع الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 62، عندما تعرض البديل بابلو صباغ لعرقلة من حارس إيران سجلها عمر خريبين.
وكاد منتخب سوريا أن يسجل أكثر من مرة عبر الصباغ الذي ينقصه سرعة البديهة والنشيط البديل علاء الدالي، كما كاد الإيرانيون أن يفعلوا الأمر ذاته لولا براعة المدنية والمدافعين.
وفي الدقائق العشر المحتسبة كوقت بدل ضائع قدم منتخب سوريا أداء جميل وكان بإمكانه أن ينهي المباراة لولا الخوف وقلة التركيز.
في الوقتين الإضافيين مال المنتخبان للتهدئة والوصول لركلات الجزاء ولم يستغل منتخب سوريا النقص العددي عند الإيرانيين بعد طرد المهاجم مهدي طارمي في الدقيقة 90.
وفي ركلات الجزاء سجل بابلو صباغ وأيهم أوسو وعلاء دالي وأضاع فهد اليوسف، فيما سجل الإيرانيون ركلاتهم الخمسة.
وهكذا انتهت المغامرة السورية بعد أن أثبت المنتخب السوري حضوره ولم يعد يكتفي بدور الكومبارس أو ضيف الشرف كما درجت العادة في البطولات السابقة، وتبقى التحية واجبة للجمهور السوري في قطر الذي شجع المنتخب في كافة المباريات التي خاضها في البطولة.
محسن عمران || أثر سبورت