تخيّم حالة من فقدان الثقة بين إيران وإسرائيل بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الجانبين، بوساطة أمريكية- قطرية، إذ شكك وزير الدفاع الإيراني عبد الرحيم موسوي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي، باستمرار وقف إطلاق النار، كما أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أن مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لا تتمتع بـ”المصداقية”.
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال عبد الرحيم موسوي، اليوم الأحد، في اتصال هاتفي مع نظيره السعودي خالد بن سلمان، أن بلاده لديها شكوك باستمرار وقف إطلاق النار، متوعداً بـ”رد قوي” على أي اعتداء.
وقال موسوي: “لم نكن من بدأ الحرب، لكننا بكل قوة قمنا بالرد على المعتدي، ولكن بسبب شكنا الكامل في التزام العدو بالتزاماته، منها وقف إطلاق النار، فإننا مستعدون لرد صارم عليه إن كرر العدوان”.
وأضاف موسوي، أن بلاده تعرضت للعدوان الإسرائيلي والأمريكي “رغم ممارستها ضبط النفس عدة مرات، وعندما كانت المفاوضات الإيرانية- الأمريكية غير المباشرة جارية”.
وتابع موسوي أن إسرائيل والولايات المتحدة “أظهرتا أنهما لا تلتزمان بأي قاعدة وقانون دولي (..) هذا ما ثبت للعالم برمته طيلة الحرب المفروضة خلال 12 يوماً”.
من جانبه، قال وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان: “إن السعودية لم تكتف بإدانة الاعتداءات وبذلت جهودا كبيرة لإنهاء الحرب”، معزياً إيران بـ”استشهاد عدد من قادة قواتها المسلحة خلال الحرب”.
بدوره، قال قاليباف: “لا مصداقية لمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وتصريحاته إما جزء من حرب نفسية أو أنها تصريحات سخيفة لا معنى لها”.
وأضاف أن “العدو يشن حرباً نفسية على الإيرانيين ويسعى إلى إثارة حالة قلق لدى المواطنين”، متابعاً أن “من يريدون سوءاً لبلادنا يسعون إلى إكمال مخططاتهم عبر إثارة الفوضى في البلاد”.
وتأتي تصريحات قاليباف وموسوي، وسط ترجيحات سياسية تشير إلى احتمال تجدد الحرب بين إيران وإسرائيل،إذ أفادت شبكة “CNN” الأمريكية بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أصدر تعليمات للجيش بإعداد “خطة” ضد إيران تشمل الحفاظ على التفوق الجوي، ومنع تقدم البرنامجين النووي والصاروخي.
وأضاف كاتس أن “إسرائيل ستعمل بشكل دائم لإحباط ما وصفها بأي تهديدات إرهابية من هذا النوع، والرد عليها”.
ووجّه الوزير الإسرائيلي تحذيراً لمن سماه “رأس الأفعى المنزوعة الأنياب في طهران” قائلاً: “إن حصانته انتهت، وإن العملية الإسرائيلية الأخيرة كانت مجرد مقدمة لسياسة جديدة لإسرائيل اعتمدتها بعد 7 أكتوبر”، وفق ما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية.
وقبل يومين، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قبل أيام المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أشار فيه إلى أنه فكر في رفع العقوبات عن إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأضاف ترمب، أنه “سيفكر بالتأكيد” في قصف المواقع النووية الإيرانية مرة أخرى إذا رأى ذلك ضرورياً.
وأشار إلى أنه لا يعتقد أن إيران ستعود إلى البرنامج النووي قريباً، وأنه ليس قلقاً من وجود مواقع نووية سرية فيها.
ورداً على هذه التصريحات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: “إن طهران لن تسمح لأحد بتقرير مصيرها، وإذا أدت الأوهام إلى أخطاء أسوأ فلن تتردد إيران في كشف قدراتها الحقيقية”، مضيفاً أن “النظام الإسرائيلي لم يكن لديه خيار سوى اللجوء إلى الولايات المتحدة لتجنب القصف بصواريخ إيران”.
وفي الوقت نفسه، نقلت قناة “إن بي سي” الأمريكية عن مصادرها أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، سيعقد خلال الأيام المقبلة محادثات مع مسؤولين إيرانيين بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف تخصيب اليورانيوم، مقابل خفض العقوبات.