أثر برس

الجمعة - 29 مارس - 2024

Search

إلى أين ستصل روسيا مع “إسرائيل” في الجنوب السوري؟

by Athr Press Z

برز اهتمام روسيا بمعركة الجنوب السوري بشكل واضح في المرحلة الأخيرة، ومن المعلوم لدى الجميع أن المتضرر الأكبر من هذه المعركة إن حصلت هو الكيان الإسرائيلي، كون أن هذه المعركة إن اشتعلت ستكون قريبة من حدود فلسطين المحتلة، حيث سارعت روسيا إلى الإعلان عن ضرورة الحفاظ على الهدوء في الجنوب، واتخذت إجرءاتها بعقد لقاءات مع الأردن وأمريكا لإعادة تفعيل اتفاق “خفض التوتر” في تلك المنطقة، إضافة إلى الاجتماع بين وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” والوزير الإسرائيلي “أفيغدور ليبرمان”، فما الذي يدفع روسيا لهذا الاهتمام؟ ومن أجل من؟.

وأكدت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن هذا الاهتمام يبرز حجم ثقة “إسرائيل” بروسيا، حيث قالت:

“بينما ننتظر ما ستفضي إليه اجتماعات الدول الضامنة لاتفاق “خفض التصعيد”، وهي روسيا وأمريكا والأردن، يبرز حجم الرهان الإسرائيلي على موسكو، ودورها المفترض في “إبعاد الخطر” عن جبهة الجولان المحتل، وليس أمراً عابراً أن تُسلّم تل أبيب باضطرارها إلى الرهان على دور روسيا، من أجل التوصل إلى ترتيبات تمهّد الطريق أمام عودة الجيش السوري إلى منطقة الجولان، وليس عابراً أيضاً أن تسلم بحقيقة عدم الاستناد إلى نفوذ الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تحاول فرض خطوط حمراء جدية”.

واعتبرت “الحياة” اللندنية أن هذا الاهتمام يؤكد على أن الحرب في سوريا هي صراع روسي-أمريكي، فنشرت في صفحاتها:

“في النهاية يبقى الصراع في سوريا بين طرفين أساسيين هما أمريكا وروسيا، وما لم يتوصلا إلى اتفاق سياسي مماثل للصراع في سوريا يفرض بقوة الوجود العسكري والدبلوماسي لهما، فإن كل حديث عن تفاوض مقبل يبقى في إطار التسويق الإعلامي للجهات الراعية له، حتى ولو كانت الأمم المتحدة نفسها، فهل تكون درعا هي اختبار المصالحة الفعلية بين الإرادتين الأميركية والروسية حول سوريا”.

وصحيفة “هآرتس” العبرية أعلنت في مقال لها عن مرحلة جديدة للعلاقات الروسية-الأمريكية خلال المرحلة المقبلة في سوريا، فقالت:

“اختار بوتين الجانب الإسرائيلي، حيث تجري صياغة رسمية للتفاهمات التي كانت طور الإعداد بين إسرائيل وروسيا، يصيغها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ونظيره الروسي سيرغي شويغو لإضفاء طابع رسمي على التفاهم بينهما.. بعد وصول أول طائرة روسية إلى قاعدة حميميم الجوية في أيلول 2015، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو لوضع أسس عامة لعلاقة مع بوتين ومنذ ذلك الحين، استمرت إسرائيل بتنفيذ غاراتها الجوية بشكل دوري على سوريا، بدون أي احتجاجات دبلوماسية تذكر من الكرملين، حيث سُمِحَ لإسرائيل بتدمير أهداف تقع تحت مظلة الدفاع الجوي الروسي، وكان التفاهم واضحاً”.

وصحيفة “أوراسيا ديلي” الروسية جمعت بين رأيي “الحياة” و”هآرتس”، إذ ورد فيها:

“من الملفت أن إسرائيل أول من أدرك موقف الولايات المتحدة المهزوز من درعا.. وطبيعي أنهم في الولايات المتحدة يدركون جيداً الوضع القادم، فمن المستبعد أن تتصرف تل أبيب بمعزل عن واشنطن، ولذلك ثمة تفسيرات لما يجري، أحدها أن الأمريكيون بالفعل مستعدون للانسحاب وما يدعم هذا الاحتمال هو أن صدامات واسعة في درعا بين سوريا وحلفاءها من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل والأردن من جهة أخرى ستقود إلى حرب كبرى ليست واشنطن مستعدة لها بعد”.

هناك مؤشرات عديدة تنذر بتغير أو ربما وضوح أكثر بالموقف الروسي في سوريا، يتجلى بالاجتماع المستعجل الذي حصل بين شويغو و”ليبرمان” في موسكو للحديث عن هذه المعركة، وتأكيد الصحافة العبرية على أن اللقاء كان له نتيجة جيدة جداً بالنسبة لـ”إسرائيل”، إضافة إلى عدول روسيا عن الحديث عن الموقف السوري من معركة الجنوب، فإلى أين ستصل روسيا بعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي في سوريا؟

 

اقرأ أيضاً