أثر برس

الجمعة - 29 مارس - 2024

Search

“إسرائيل” تأخذ المال والأرض من العرب من أجل الفلسطينيين

by Athr Press R

“إسرائيل الحريصة على الغزاويين المساكين”، هذا هو العنوان المعتمد للمرحلة المقبلة من “صفقة القرن”، فبعد الزيارة التي قام بها رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي إلى الأردن للقاء الملك الذي تلقى درساً أمريكياً للالتزام بالتعليمات بعد رفضه للصفقة، تنوي القيادة الأمريكية وعلى رأسها صهر ترامب اليهودي “كوشنير”، القيام بجولة عربية ستكون ركائزها السعودية مالياً ومصر لوجستياً، بنيّة إسرائيلية “صافية” تجاه الفلسطينين الذين يعانون من وضع معيشي سيئ.

حيث نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصادر “إسرائيلية” أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستطلب من دول الخليج استثمار مليار دولار في قطاع غزة لتنفيذ مشاريع اقتصادية طويلة الأمد.

وقالت: “إن هذه الفكرة ستطرح في اجتماعات يعقدها صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، خلال جولة مرتقبة لهما في الأيام القادمة في السعودية، مصر، الأردن وفلسطين المحتلة، وتهدف إلى تهدئة الوضع أمنياً وتهيئة الساحة قبل الإعلان عن صفقة القرن”.

في حين تحدثت عدة تقارير إعلامية أمريكية عن أنه من المقرر أن يتم توسيع قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية وإنشاء ميناء ومطار ومحطات توليد للطاقة في منطقة رفح الحدودية بين فلسطين ومصر وفتح القطاع على العالم مقابل تمرير الصفقة وطمس معالم الصراع، لذلك ستكون زيارة مصر هي الأساسية لاقتطاع جزء من رفح المصرية.

“إسرائيل” تنشئ دولة فلسطينية وتشرعن وجودها عربياً

يبدو أن الكيان الإسرائيلي بات يوقن بأنه لا يمكن له التعايش في المحيط العربي مع استمرار سلوكه الوحشي تجاه الفلسطينين والذي لم ينجح طوال عشرات السنين، لذلك لجأ إلى التنازل عن بعض القضايا التي كان يرفضها كإقامة دولة فلسطينية خجولة تكسبه دولة مشرعة من قبل الزعماء العرب، ليظهروا أمام شعوبهم بأنهم قد ساهموا بإنشاء دولة للفلسطينين ويمر موضوع نشوء “الدولة الإسرائيلية” مرور الكرام.

ويأتي ذلك بالتوازي مع حالة من التقرّب الإسرائيلي للفلسطينين عن طريق إظهار أن حالة الفقر التي يعيشونها هي بسبب وجود الفصائل الفلسطينية التي تقاوم الاحتلال حيث بات الجهاز الإعلامي “الإسرائيلي” يركز في الفترة الأخيرة على الواقع المعيشي السيئ الذي يعاني منه أهالي قطاع غزة عن طريق تصوير وثائقيات تظهر حالة من البطالة للشبان الفلسطينين وانعدام مقومات الحياة، في محاولة للتركيز على أن المقاتلين الفلسطينيين يعملون بسبب غياب فرص العمل لتبرير حالة المقاومة الفلسطينية بأنها نابعة عن “القهر والجوع” وبأن رفع المستوى الإقتصادي داخل القطاع سيساهم في إضعاف حالة المقاومة كما أنه سيسمح لمن يريد مغادرة القطاع بمغادرته دون أن يتنازل الكيان عن أي جزء من الأراضي التي احتلها، فالتوسع كما ذكرنا سيكون على حساب مصر، وبنك المشروع الإسرائيلي سيكون سعودي، وبذلك يكون الكيان قد ظهر بصورة المساعد للفلسطينين عن طريق التواسط لهم أمام الدولة العربية الغنية لإقامة مشاريع اقتصادية لهم تخرجهم من واقعهم والتواسط لهم أيضاً أمام مصر العربية لإنشاء مطار وميناء لهم.

الكيان اختار الوقت المناسب لتمرير الصفقة

اختار الكيان توقيت حساس ومناسب ليظهر بدور “الكيان الإنساني” بشكل مقارب للأنسنة الأوربية حيث اختار الوقت الذي تعاني فيه الدول العربية من حروب داخلية دموية كالذي يجري في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان العربية التي طمست بدورها بعض من الذاكرة العربية تجاه الوحشية والدموية الإسرائيلية، خصوصاً في ظل ظهور بعض التشكيلات الإرهابية كـ “داعش” و”القاعدة”، ما قلل من النظرة العربية الوحشية تجاه “إسرائيل”.

وجاء ذلك بالتوازي مع خلق حالة من التعاطف الإسرائيلي مع دول الجوار المشتعلة كما ظهر في فيديو مصور لـ”نتنياهو” قبل عامين أثناء زيارته لأحد المشافي “الإسرائيلية” القريبة من الشريط المحتل مع الأراضي السورية التي تقوم بتقديم العلاج لمقاتلين من “جبهة النصرة”، حيث يقوم “نتنياهو” بتوجيه سؤال لأحدهم قائلاً له: “من عدوك الحقيقي إسرائيل أم إيران؟” ليجيبه المقاتل: “إيران بالتأكيد”.

فلم تقتصر محاولات الكيان على كسب ود الشارع العربي تجاه “إسرائيل” فحسب، بل تمكن من توجيه حالة العداء العربي إلى إيران “عدوه اللدود” فلا يمكننا نكران الدهاء “الإسرائيلي” باستثمار الأحداث التي ساهمت فيها بشكل مباشر لتحسين صورته في ظل واقع عربي أليم.

وعلى الرغم من ذلك، توجد بعض التساؤلات التي ما تزال تدور في ذهن الشباب العربي منها: ما هي الوسيلة التي تمكن “إسرائيل” من السيطرة على قرار أحد أغنى الدول النفطية في العالم والمتمثلة بالسعودية ودولة إقليمية أخرى كمصر التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون في حين لا يتجاوز عدد الإسرائيلين في الكيان أكثر من 4 ملاين شخص؟

فهل محاولات بعض “الزعماء العرب”  للحفاظ على السلطة هي السبب خصوصاً بعد أن رأينا التجربة الأردنية التي لم توافق بدايةً على صفقة القرن فمنعت عنها الهبة المالية الأمريكية-السعودية ما أدى إلى مظاهرات وصلت حد المطالبة بالإطاحة بالملك؟، أم أن الأوهام الخليجية التي زرعتها الولايات المتحدة حول نيّة إيران العبث بأمن منطقة الخليج هي السبب وراء هذه التسوية مع “إسرائيل”؟

 

اقرأ أيضاً