أثر برس

الأربعاء - 24 أبريل - 2024

Search

إدلب تنتفض.. الجفا لـ “أثر”: الجـ.ـولاني ينفّذ الاستراتيجية الأمريكية وبات خارج الحسابات التركية

by Athr Press A

خاص|| أثر برس شهدت مناطق عدة في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاؤها)”، استنفاراً أمنيّاً وانتشاراً مكثفاً لمسلّحي “الهيئة”، الأمس الأربعاء، بالتزامن مع قطع الإنترنت ونشر حواجز أمنية وآليات عسكرية، على خلفية انقلاب نفذه شرعيو “هيئة تحرير الشام”، ضد متزعمها “أبو محمد الجولاني”، بحسب ما تداوله نشطاء ومحللون في مناطق شمال غربي سوريا.

مصادر محلية في ريف إدلب كشفت لـ “أثر”، عن قيام المكتب الأمني التابع لـ “الهيئة” باعتقال أحد قياديي “الهيئة”، المدعو أبو مهدي الحموي، وذلك بسبب خلافات على مسروقات وإتاوات تم جمعها أخيراً ووضعها في بيت الحموي، الذي رفض أن يتقاسمها مع باقي القياديين، إذ أصدرت “محكمة الهيئة الشرعية” قراراً يقضي باعتقال الحموي، وهذا ما دفعه إلى مناشدة بعض المسلحين الموالين له والموجودين على أطراف مدينة إدلب لمنع اعتقاله من قبل المكتب الأمني.

وأضافت المصادر أن بعض المسلحين الموالين للحموي توجهوا إلى منطقة السبع بحرات وسط مدينة إدلب، لمنع اعتقاله، وهذا دفع “الهيئة” إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى وسط مدينة إدلب لمنع حصول أي اشتباك ولتطويق الموقف، وتم قطع الاتصالات والإنترنت لمنع الحموي من طلب تعزيزات إضافية من المسلحين الموالين له، مشيرةً إلى أن مسلحي “الهيئة” اعتقلوا الحموي ومعه 8 من مرافقيه واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

في المقابل، أفادت وسائل إعلامية معارضة بأن “جناح الصقور” في “هيئة تحرير الشام” بقيادة “مظهر الويس وأبو ماريا القحطاني”، نفذا انقلاباً على “أبو محمد الجولاني” وفشلا به، وتمت ملاحقتهما باتجاه الحدود السورية – التركية، الأمر الذي نفته “الهيئة”، مؤكدةً أنه “كانت هناك بعض الدعوات المشبوهة ذات طابع مناطقي لمهاجمة بعض المؤسسات وتخريبها، إذ استغلوا توقيف رجل من حماة على خلفية أمر قضائي، وهذا تطلب إلى التعاطي الأمني بحزمٍ وجديّة”.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي كمال الجفا في تصريح لـ “أثر”، أن ما يجري اليوم في إدلب هو انشقاقات في “الهيئة”، بسبب الاستراتيجية الجديدة للجولاني، لاستكمال تأسيس كِيان سياسي إسلامي تم الإعلان عنه في نيسان الماضي، بالتنسيق الدقيق مع المخابرات الأمريكية، مشيراً إلى أن الفرضيات الأخرى التي يتم الحديث عنها لا تحتاج إلى هذا الاستنفار الواسع لمسلحي “هيئة تحرير الشام” في جميع مناطق إدلب.

وأضاف الجفا، أنه كانت هناك خلافات بين “الجولاني والقحطاني”، وكان صوت الجولاني هو الأعلى في الانفتاح على الغرب، تنفيذاً للمشروع الأمريكي بابتعاده عن التشدد، لتهيئة رفع “هيئة تحرير الشام” من قائمة الإرهاب، إذ بدأ الجولاني في تصفية التيارات الجهادية المتشددة والتخلص من هيئة شورى المجاهدين التي كانت تعمل معه ليبقى القوة الأكبر في إدلب، وبذلك ظهر على أنه القوة الوحيدة في إدلب التي تستطيع فرض خيار أمني وميداني بقراراته الملزمة لجميع الفصائل بلا استثناء، لترسيخ ما هو موجود، وبما يخص السياسات الجديدة في المراحل القادمة.

وعن مصير“أبو ماريا القحطاني”، بعد فشله في تنفيذ الانقلاب على “الجولاني”، أوضح الجفا لـ “أثر”، أن القحطاني شخص لا يشكّل وحده انقلاباً، فهو ضمن سلسلة من الشرعيين والمسلًحين، نافياً هروبه باتجاه تركيا، لأن تركيا لن تسمح له بالدخول إلى أراضيها لأنها في طور تنسيق أمني عالي المستوى مع الجانب السوري، مضيفاً: “إنه موجود في إدلب حتماً”.

وفي ظل تطورات استعادة العلاقات التركية – السوريّة، وإمكانية حصول تفاهمات جديدة بخصوص إدلب، اعتبر الجفا، أن الجولاني بدأ عملية استقلال عن الهيمنة التركية، إذ أن تركيا عجزت من الاعتماد على الفصائل المتناحرة في إدلب لإنشاء مشروع سياسي بعيداً عن الجولاني، مؤكداً أنه في المرحلة الأولى لتحرّك الجيش السوري باتجاه إدلب، لن يكون هناك أي فيتو تركي، كما حصل في آذار 2020.

ويتزعم “أبو محمد الجولاني” القيادة العامة لـ “هيئة تحرير الشام”، التي تسيطر على مدن وبلدات إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة.

ادّعت “هيئة تحرير الشام” انفصالها عن “القاعدة” منذ تموز 2016، وفي هذا السياق، يرى “معهد واشنطن للدراسات”، أن “الإدارة الأمريكية لم تعد تنظر إلى “الهيئة” على أنها جهة تهديد فعليّة يمكن أن تضر بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها وأمنها بشكل مباشر على غرار “القاعدة” وتنظيم “داعش”.

ويضيف “معهد واشنطن للدراسات” في الوقت نفسه، أن “الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال قلقة من احتمال عودة “الهيئة” إلى اتباع تكتيكات التمرد والإرهاب إذا قررت الدولة السوريّة وحلفاؤها استعادة السيطرة على إدلب، إذ ستصبح هذه الجماعة بلا أراض، ولن تكون قادرة على استعمال بناء الدولة كشكلٍ من أشكال الشرعية البديلة، ويصبح هناك فرصة محتملة لارتباط “هيئة تحرير الشام” بتنظيم “القاعدة” مجدداً”.

علي أصفهاني

اقرأ أيضاً