أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

أوغلو سيتجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل.. هل من تغيرات ستطرأ على مسار التقارب التركي- السوري؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس منذ أن تم الإعلان عن اجتماع وزراء الدفاع السوري والتركي والروسي في موسكو بنهاية كانون الأول الفائت، باتت التحركات الأمريكية تتناسب طرداً مع تسارع الأحداث في هذا المسار، فبدأت الإدانة الأمريكية بتصريحات من الخارجية الأمريكية التي دعت إلى وقف مسار التطبيع التركي مع سوريا، وتم فيما بعد الحديث عن وجود نيّة أمريكية لإعادة هيكلة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” بما يتناسب مع المتطلبات التركية، عبر زيادة المكوّن العربي فيها.

وفي هذا السياق كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” مؤخراً عن زيارة مرتقبة لمسؤول أمريكي إلى أنقرة، وذلك في الوقت الذي تم فيه الكشف عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في 16 و17 الشهر الجاري، في مؤشّر إلى أن أنقرة لا تنوي تجاهل الموقف الأمريكي بشكل كامل.

هل تتوجه تركيا إلى إرضاء أمريكا في ملف التقارب السوري- التركي؟

آخر التصريحات التركية حول التقارب السوري- التركي كانت لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار، -الذي كان يعتبر من الأطراف الأكثر ميلاً لواشنطن في الإدارة التركية- قال فيه: “الاجتماع مع الجانب السوري جرى بنوايا حسنة ونأمل أن يتطور من خلال المفاوضات المتبادلة ويسهم في إحلال السلام في المنطقة” في إشارة إلى أن تركيا حسمت قرارها بالتوجه إلى دمشق، وأن هذا القرار هو نتاج لتطورات المرحلة الراهنة، وحول مبرر الزيارة التركية إلى واشنطن، قال الكاتب والباحث السياسي غسان يوسف في حديث لـ”أثر”: “وزير الخارجية التركي حتى لا يقطع شعرة معاوية مع الولايات المتحدة سيذهب إلى الولايات المتحدة ليطلع الولايات المتحدة على عملية التقارب مع سوريا” مضيفاً أن “تركيا عضو في الناتو ولا تستطيع الخروج بشكل كامل عن التنسيق معه وهي أيضاً حريصة على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية كما حرصت على علاقتها مع روسيا، لذلك فإن السياسة التركية هي سياسة مسك العصا من المنتصف”.

ووفق الباحث السياسي غسان يوسف، فإن هذه الاعتبارات جميعها لا تعني أن تركيا يمكن أن تحيد عن هذا المسار، لقناعتها بأن التقارب مع دمشق حالياً هو أفضل من البقاء في حالة حرب، مشيراً إلى أن “الذي دفع أردوغان بهذا التقارب هو المصلحة العليا لتركيا، ومنع إقامة كنتون كردي شمالي شرق سوريا، وحل قضية اللاجئين السوريين، إلى جانب موضوع الانتخابات إضافة إلى وجود مصلحة عليا وهي مصلحة اقتصادية” لافتاً إلى أن هذا التقارب يعني “إعادة فتح الطرق الدولية بين تركيا وسوريا وبالتالي عودة طريق الترانزيت بين تركيا ودول الخليج عبر سوريا وهذا مهم جداً للاقتصاد التركي”.

لماذا قبلت أمريكا بابتعاد تركيا عنها؟

هذه ليست المرة الأولى التي تحيد فيها تركيا عن الرغبة الغربية والأمريكية، فسبق أن أقدمت تركيا على شراء منظومة “إس400” من روسيا رغم التحذيرات الأمريكية، وفي الحرب الأوكرانية كانت تركيا متعاونة إلى حد كبير مع روسيا، وفي هذا الصدد يشير يوسف إلى أن “الولايات المتحدة وحلف الناتو ربما أرادوا أن يعطوا تركيا هذا الهامش من التحرك لأنهم يعتبرون أن هذا الهامش سيساعدهم في التواصل مع خصومهم كسوريا وروسيا”.

وحول هذا التجاوز التركي للرغبة الأمريكية، قال السفير الأمريكي السابق لدى دمشق روبرت فورد، في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”: “المبعوث الأمريكي لدى سوريا، كرر الأسبوع الماضي، أن الأمريكيين ليس لديهم ما يقدمونه لتركيا بخصوص القضية السورية”.

أمريكا خسرت أحد أوراقها في سوريا:

تُجمع التحليلات في التقارير العربية والأجنبية أن هذه الاستدارة التركية نحو دمشق بمثابة خسارة للولايات المتحدة الأمريكية، وقالت سابقاً في هذا الصدد خبيرة في شؤون الشرق الأوسط والمقيمة في موسكو إيلينا سوبونينا: “ستعزز شراكة أنقرة الجديدة مع دمشق دور الكرملين في الشرق الأوسط وتضغط على واشنطن لسحب موطئ قدمها المتبقي في سوريا” وفقاً لما نقلته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية.

وكذلك صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية نشرت تقريراً أكدت خلاله أن ” المحاولات الجماعية لترتيب تسوية مع الحكومة السورية، تشكل تحديّاً لإدارة جوزيف بايدن، فواشطن تمارس منذ فترة طويلة ضغوطاً اقتصادية ودبلوماسية على دمشق، رداً على تدابير السلطة ضد جيوب المعارضة”.

أحد أهم التطورات في ملف التقارب السوري- التركي هو أن هذا الملف انتقل من مرحلة التقديرات بإمكانية حدوث هذا التقارب، إلى مرحلة جديدة مقرونة بالعمل واتخاذ الخطوات الجديّة والملموسة على الأرض.

زهراء سرحان 

اقرأ أيضاً