أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

أهالي حمص مازالوا متمسكين بتراث مجتمعهم.. ما قصة خميس “الأموات”؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس

لطالما كانت المناسبات في حمص ذات طابع خاص ومميز عن باقي المحافظات السورية، على الرغم من أن معظم تلك المناسبات تقلص حجم الاحتفال بها وبعضها الآخر تلاشى إلا أن أهالي حمص مازالوا متمسكين بتراث مجتمعهم وعادات وتقاليد أجدادهم ويحنّون إلى جذورهم والحفاظ على هويتهم الثقافية.

ومن هذه المناسبات الخاصة بحمص خميس الحلاوة أو ما يعرف بـ “خميس الأموات” هو الخميس الأول من شهر نيسان من كل عام والذي يحتفل به سكان مدينة حمص بطقوس معينة تبدأ عادة من زيارة المقابر و قراءة الفاتحة على أرواح الموتى يتبعها الاحتفال في البيت وتوزيع “الحلاوة” فيما بينهم، لكن لماذا سمي خميس الأموات؟

يقول السيد أبو عماد وهو رجل مسن في العقد السابع من العمر لمراسل “أثر برس” إنه ورث عن أجداده تلك العادات حيث كان يذهب ووالديه لشراء ما تيسر لهم من الحلاوة ويعودون بها إلى بيوتهم فيأكلون منها ويطعمون أفراد أسرتهم وجيرانهم ويحتفظون بحصة منها  يحملها النساء والأولاد إلى المقابر بالإضافة إلى نبات (الآس) الذي يضعونه على القبور.

ويضيف أبو عماد: “الأهالي كانوا يطلبون من الأولاد قراءة سورة من القرآن على قبور موتاهم ثم يوزعون عليهم الحلاوة والنقود ليجمعها الأطفال في حقيبة من القماش وينتقل الأولاد من قبر إلى آخر حتى المساء حيث كان يعود إلى منزل والديه ومعه كمية من الحلاوة وبعض النقود”.

ما هي الحلاوة “الحمصية”؟

يقول عبد الباقي صاحب محل لبيع الحلويات: إن “خميس الحلاوة يشتهر بحلاوته المميزة من نوع (الخبزية) بلونيها الأحمر والأبيض التي تظهر في السوق بكميات كبيرة منذ بداية شهر نيسان بالإضافة لأنواع أخرى من الحلاوة كالسمسمية والبشمينة وبلاط جهنم والراحة الملونة والجوزية والطحينية حيث يقوم البائعون بعرضها في المحلات والبسطات على الأرصفة والساحات ويسمع أصوات الباعة في كافة أنحاء السوق”.

ويؤكد عبد الباقي أن “تجارة الحلاوة في هذا الموسم أصبحت تجارة ربحية يخطط لها التجار لتحقيق أكبر ربح ممكن فتجد أن الحلاوة الحمراء وغيرها تعرض في الأسواق قبل 15 يوماً وأكثر من موعدها الحقيقي ويتفنّنون بصناعتها وأنواعها وهذا الأمر أدى مؤخراً إلى اختلاف موعد خميس الحلاوة بين الناس عن موعده الحقيقي فالبعض يقول إنه الخميس الأول من شهر نيسان والبعض الآخر يظن أنه الخميس الأخير”.

وعلى الرغم من اختلاف التسمية بين “خميس الأموات” أو “خميس الحلاوة” واختلاف موعد المناسبة بين الخميس الأول أو الأخير من نيسان يبقى الاحتفال بهذه المناسبة ثابتاً لدى أهالي حمص وموروثاً جميلاً من تراثها العريق.

حيدر رزوق – حمص

اقرأ أيضاً