أثر برس

الجمعة - 29 مارس - 2024

Search

أميركا تبحث عن نافذة جديدة بعد إغلاق باب “داعش”.. تحوّلات الموصل

by Athr Press R

علي فواز

تختصر الموصل حال العراق، استعادتها ستشكل تحوّلاً في توازنات المنطقة، سعت واشنطن إلى إطالة أمد “داعش”، فتصريحات مسؤوليها كانت تتوقع عقوداً للقضاء عليه. صحيفة الــ”ديلي تلغراف” تعرّفنا على السبب: هزيمة “داعش” والقضاء عليه لا يخدمان أهداف السياسة الخارجية الأميركية، برأيها الظروف ليست مهيأة للبدائل التي كان يريد أوباما وضعها موضع التنفيذ.

استراتيجياً، شكّلت استعادة ثاني أكبر مدن العراق تحوّلاً في توازنات المنطقة (أ ف ب)

لن تنسحب أميركا من العراق، بل ستبحث عن ثغرة جديدة لتدخل إليه بعد إغلاق نافذة “داعش”، اللعب على التناقضات والتباينات الداخلية ساحة لم تبارحها أساساً، المشاكل الأمنية لن تنتهيَ بزوال “دولة الخلافة”، العراق بيت بنوافذ كثيرة، تحرير الموصل محطة مفصلية في استعادته، أما تحصينه فحديث آخر.تختصر الموصل حال العراق.

لم تكن المدينة التاريخية ذات الموقع الاستراتيجي سليمة قبل احتلالها من “داعش”، بين أحيائها كان ثمة بيئة حاضنة، كان هناك أيضاً ناقمون على سياسة الحكومة المركزية، وفي ظل الفوضى والفساد وترنح الأمن تحرّك المتربصون.

استغل “داعش” الظروف الاجتماعية والسياسية في المدينة ومحيطها كما استغلتها القاعدة من قبله احتلها في غفلة، موسّعاً حدود سيطرته، ثم عاد وخسرها كما خسرتها القاعدة من قبله استراتيجياً، شكّلت استعادة ثاني أكبر مدن العراق تحوّلاً في توازنات المنطقة.

خطوة سيكون لها انعكاساتها ومفاعيلها في صراع المحاور، لن تكون الموصل آخر المعارك، لكنها تتعدى برمزيتها وموقعها ما حصل في مدن ومحافظات عراقية سابقة.

الموصل بين احتلالين

في الموصل كان الوضع شبيهاً بما يجري في عموم العراق، لا سيما في الأنبار بعد الاحتلال الأميركي للعراق بدأ الوضع الأمني يتدهور تدريجياً في المدينة، عاصمة محافظة نينوى، انتقلت القاعدة إليها بعد عام 2004 وتصاعدت في 2006.

بدأ تنظيم القاعدة أعماله في الموصل بالهجوم على الأميركيين ثم انتقل إلى استهداف المدنيين والأيزيديين والمسيحين.

منذ العام 2006 لم تعد الموصل مدينة مستقرة وتعرضت لسلسلة من الأحداث. في شباط/ فبراير 2006 أعلن مجلس شورى المجاهدين عن “غزوة أبي عبدالعزيز الأنصاري” لاحتلال المدينة.

في آب/ أغسطس 2006 أعلن المجلس سيطرته على الجانب الغربي للمدينة.

في أيلول/ سبتمبر 2006 قبضت الشرطة العراقية على أمير المجلس ومساعده.

في تشرين الأول/ أكتوبر 2006 أعلنت الشرطة عن إفشال مخطط إرهابي للسيطرة على المدينة.

في 2007 انتقل الكثير من عناصر القاعدة إليها بعد محاولات طردهم من محافظات مجاورة، ولم تنته القاعدة بشكل كامل حتى بعد تطهير المدينة في 2007. بقي التنظيم الإرهابي يستهدف المدنيين والعسكريين عبر عمليات الخطف والفديات المالية والعبوات الناسفة.

شهدت السنوات الأربع من 2006 إلى 2010 موجات عنف استهدفت الأقليات الدينية، وأدى استهداف المسيحيين عام 2008 إلى نزوح أغلبهم إلى سهل نينوى شرق الموصل.

بدأت الحياة تعود إليها نسبياً عام 2009 مع بقاء نفوذ المسلحين وظلت من أكثر المدن العراقية خطورة.

 

اقرأ أيضاً