أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

أمريكا تتنازل للأتراك لإبقاء “شرق الفرات” خارج سيطرة الدولة السورية

by Athr Press R

على وقع التخبطات الجارية في الإدارة الأمريكية حول موضوع الانسحاب من سورية، تواصل الولايات المتحدة مساعيها لإيجاد لاعبين يحققون مطامعها في سورية، للهروب من الضغوط السياسية التي تتعرض لها سواءً من الداخل الأمريكي أو من الجهات السياسية والعسكرية المحيطة بها في سورية.

فبعدما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية  قبل أيام عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، طلبت من 21 دولة إرسال جنودها لسورية، دون أن تتلقى أي ردود إيجابية حول هذه الطلبات، نتيجة العديد من الأسباب أهمها عدم وجود رؤية استيراتيجية واضحة ومفهومة للوجود الأمريكي في سورية، يجري اليوم مبعوث وزير الخارجية الأميركي إلى سورية جيمس جيفري زيارة إلى تركيا للتباحث في الشأن السوري، ومناقشة بعض الحلول للوجود الأمريكي هناك.

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأميركية اليوم، سيناقش جيفري ونائبه جويل رايبورن مع المسؤولين الأتراك تشكيل “مجموعة عمل رفيعة المستوى حول سورية” لمعالجة المخاوف الأمنية للبلدين ومواصلة التقدم في القضايا ذات الاهتمام المشترك فيما يتعلق بـ “الأزمة المستمرة في سورية”.

الجولة التي يقوم بها مبعوث الرئيس الأمريكي إلى تركيا تأتي في صورة تعكس حالة الفشل الأمريكية في إيجاد شركاء لها في سورية، فالموضوع لم يقتصر على الرفض الأوروبي فحسب بل سبقه في  منتصف تشرين الأول الماضي زيارة للمبعوث الأمريكي ونائبه إلى كل من قطر والسعودية لإيجاد تمويل للبقاء في سورية إلّا أن تلك المساعي لم يكتب لها النجاح أيضاً.

المبادرة الأمريكية التي تجريها واشنطن اليوم تجاه تركيا والتي من المفترض أن تدور حول موضوع تأسيس “المنطقة الآمنة” التي ستخدم المشروع التركي التوسعي في سورية، قد تكون بمثابة قبول أمريكي للتنازل للجانب التركي بهدف منع قيام أي تنازلات أو تحقيق أي مكتسبات تجاه الحلف السوري – الروسي – الإيراني، في منطقة شرق الفرات خصوصاً في ظل المظاهرات والرفض الشعبي للوجود الأمريكي هناك وبدء ظهور بذور مقاومة شعبية في المنطقة بعد تفجير يوم أمس الذي أدى إلى مقتل جنديين من القوات الأمريكية ما من شأنه زيادة الضغط الداخلي في الولايات المتحدة حول وجودها في سورية.

كما أن استمرار الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في المنطقة من شأنه المساهمة بشكل كبير في تسهيل قيام القوات السورية بأي تحركات عسكرية باتجاه شرق الفرات والتي في حالة استعادة سيطرتها عليه فسوف تحل العديد من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها الدولة السورية في هذه المرحلة وهو الأمر الذي تسعى الولايات المتحدة جاهدة لعدم تحقيقة ومنع أي انتصار للمحور السوري – الإيراني –الروسي.

وعليه يبدو بأن كل تلك الضغوط التي تواجهها الإدارة الأمريكية ورفض الدول الأوروبية للدخول في المستنقع  السوري وغياب التمول الخليجي المعتاد، وبدء ظهور مقاومة شعبية داخلية، أجبرت الولايات المتحدة كما ذكرنا على تقديم التنازلات للأتراك لمنع تحقيق أي انتصار للحلف المقابل، إلّا أن تلك المحادثات التي تجري خلال هذه الساعات في اسطنبول لن تنجح دون إيجاد “كبش فداء” والذي من المفترض  أن يكون عقدة الحل بين تركيا والولايات المتحدة والمتمثل بالوحدات الكردية.

 

اقرأ أيضاً