أثر برس

الخميس - 2 مايو - 2024

Search

أردوغان يجري اتصالاته والدفاع التركية تؤكد جاهزيتها و”قسد” تحذّر واشنطن من التبعات.. هل ستشن أنقرة عمليتها شمالي سوريا؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس لم يُحسم بعد أمر العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، ولا تزال مستجدات الحديث عن هذه العملية تقتصر على تصريحات سياسية دون تقديم معلومات حول تفاصيل العملية، إلى جانب بعض اللقاءات الديبلوماسية التي أجرتها أنقرة مؤخراً وناقشت خلالها مشروع “المنطقة الآمنة” شمالي شرق سوريا، إلى جانب بعض التسريبات والتحليلات لبعض التفاصيل من تحركات ميدانية وعسكرية وغيرها.

فبعد يومين من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أنه لا يحتاج إلى إذن أي أحد لشن عملية عسكرية شمال شرقي سوريا، وأن بلاده ستتدبر أمرها في حال عدم قيام واشنطن بما يترتب عليها بهذا الخصوص، أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكد خلاله أن إنشاء “منطقة آمنة” على الحدود الجنوبية لبلاده بعمق 30 كم بات “ضرورة ملحة”، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

كما أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الثلاثاء بعد لقائه بوزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي، ورئيس البلاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن قوات بلاده باتت مستعدة لتنفيذ أي مهمة في سوريا، وفي هذا الصدد نقلت قناة “سكاي نيوز” الإماراتية عن مصادر مخابرات إقليمية تأكيدها على أن تركيا لديها ما لا يقل عن 18 ألف جندي داخل سوريا.

كما نقلت القناة الإماراتية عن اثنين من كبار القادة الميدانيين التابعين لفصائل أنقرة، تأكيدهم على أن أوامر صدرت من قادة فصائل أنقرة باتخاذ موقف هجومي مع تصعيد الجيش التركي القصف بقذائف المورتر وضربات الطائرات المسيرة في الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.

التسريبات التي أدلت بها المصادر التركية وفصائل أنقرة في الشمال السوري، علّقت عليها “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” ببيان أصدرته اتهمت تركيا خلاله بنشر أنباء مضللة، حيث جاء في البيان: “كل الأخبار التي تروجها وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي ومرتزقته بخصوص الغزو التركي الأسوَد المحتمل لمناطق شمال وشرقي سوريا تندرج في إطار محاولات الخداع العسكري والسياسي التي يسيرها الاحتلال منذ أسابيع”.

وبينما تتحدث “قسد” عن أخبار تركية “مضللة”، يحذّر بعض مسؤولوها في الوقت ذاته من تبعات هذا الهجوم  على عمليات محاربة “داعش”، حيث أفادت قناة “الحرة” الأمريكية بأن بعض المسؤولين الأكراد أعربوا عن قلقهم بشأن ضمان أمن عشرات السجون في شمال شرقي سوريا، والتي تضم حالياً حوالي 10000 من مقاتلي داعش، مشيرين إلى أن بعض هذه السجون موجودة في مناطق قد تستهدفها القوات التركية.

وفي هذا الصدد نقل موقع “تايمز أوف أمريكا” عن ممثلة “قسد” في الولايات المتحدة سينام محمد، قولها: “إن مهمة تأمين السجون ليست مهمة صغيرة” مشيرة إلى أنه في حال شنت تركيا عمليات عسكرية في شمال شرقي سوريا فإن “مقاتلي داعش سيكونون في وضع أفضل وقد يتمكنون من تحرير مقاتليهم من السجون”.

وأفاد الموقع الأمريكي بأن المسؤولين الأكراد تواصلوا مع الولايات المتحدة للتعبير عن مخاوفهم من العملية التركية المحتملة.
وبحسب قناة “الحرة” الأمريكية فإن تقييمات الولايات المتحدة للعملية التركية التي شنتها أنقرة عام 2019 بعنوان “نبع السلام” سمح لـ200 معتقل ينتمون لتنظيم “داعش” بالفرار ومن المحتمل أن يمنح التنظيم الإرهابي “الوقت والمكان” للتعزيز والنمو.

رفض دولي:
معظم الفاعلين الدوليين عبّروا عن مواقفهم من العملية العسكرية التركية، معتبرين أن مخاوف أنقرة المتعلقة بأمنها القومي محقّة لكن في الوقت ذاته العملية العسكرية ليست هي الحل، حيث أشارت الخارجية الأمريكية إلى أن العملية ستعرض حياة جنودها المنتشرين في تلك المنطقة للخطر، وكذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد أن بلاده تتفهم مخاوف أنقرة لكن دون المس بسيادة الدولة السورية، وكذلك الخارجية الإيرانية أكدت على أن استخدام القوة سيفاقم المشاكل أكثر وتسبب بخلق أزمات إنسانية، الأمر ذاته الذي أكده المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الذي شدد على أن سوريا لا تحتاج إلى المزيد من العمليات العسكرية أياً كان مصدرها.

يؤكد الخبراء على أن تركيا تعتبر نفسها الآن أمام فرصة ذهبية لتحقيق مصالحها، مشيرين إلى أنه حتى وإن تم تأجيل العملية فلن ينتهي هذا التوتر الذي خلقته تركيا دون أن تحصل على مكاسب كانت تطمح إليها منذ زمن بعيد، سواء كان على صعيد المساحات التي تسيطر عليها في سوريا أو التسليح والصفقات العسكرية أو على صعيد كسب شعبية في الداخل التركي، مؤكدين أن أنقرة من أكثر المستفيدين من حرب أوكرانيا، سواء من خلال استغلال عضويتها في حلف “الناتو” أو من خلال موقعها الاستراتيجي الذي زادت هذه الحرب من أهميته، إلى جانب تحالفاتها مع كافة أطراف هذه الحرب.

أثر برس 

اقرأ أيضاً