أثر برس

الأربعاء - 1 مايو - 2024

Search

أردوغان يترأس اجتماعاً بشأن سوريا.. التطبيع قد لا يكون واضح الملامح

by Athr Press A

ترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعاً أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً خاصاً مؤخراً، أقرّ فيه سلسلة احتياجات سريعة لأنقرة، حظي فيه الملف السوري بالأولوية، وسط قرب انعقاد الاجتماع الرباعي لنوّاب وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا وتركيا في 21 من حزيران الجاري بالعاصمة الكازاخستانية آستانة، لبحث العمل في مشروع خارطة طريق التقارب التركي- السوري.

ونقلت صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية عن أوساط مقرّبة من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أنّ “الملف السوري بما يتعلق به وبطاقمه على صفيح ساخن”، لافتةً إلى أنّ “الوزير التركي الجديد أجرى سلسلة اتصالات مع بعض المسؤولين العرب في سياق تحضيراته لما يسمّى في إسطنبول وأنقرة على مستوى بعض البرلمانيين والإعلاميين بـ “مشروع اختراق كبير وشيك على الجبهة السورية” قد لا يذهب باتجاه مصالحة بين البلدين على أسس واضحة الملامح”.

جاء ذلك بعدما قرر مجلس الأمن القومي التركي منح الوزير هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية الجديد إبراهيم قالن التفويض الكامل لإدارة ملف العلاقات مع سوريا، وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أنّ “الإجراءات التركية قانونية وسياسية وعميقة لحل ما يُمكن حلّه من الإشكالات مع سوريا المُجاورة”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “المفاوضات التركية- السورية، قد تكون مفصّلة ثنائية الطابع هذه المرّة وبإشراف مباشر من القناة الروسية والإلحاح من الكرملين تحديداً، في ظل الحديث عن رغبة روسيّة لا تقف عند حدود عقد لقاء قمة بين الرئيسين الأسد وأردوغان كان قد اتُفق عليه في موسكو من حيث المبدأ وتم تأجيله إلى ما بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية”، مؤكدةً أنّ “المطروح على الطاولة وبقوة رغبة موسكو بإقامة علاقات سريعة وخاطفة وتكتيكية واستراتيجية وانفتاح كبير بين البلدين”.

وأضافت أنّ “الروس يراهنون بوضوح على تفهم وخبرات هاكان فيدان المفوّض الأبرز من النخبة التركية اليوم بالملف السوري في تسريع وتيرة مفاوضات أساسية قد تنتهي بدرجة انفتاح تؤشر على استدارة إقليمية كاملة تتجاوز المسألة الأمنية وتذهب باتجاه استعادة العلاقات الدبلوماسية”، موضحةً في الوقت نفسه أنّ “الوزير فيدان يطرح فلسفة دبلوماسية جديدة في إدارة ملف العلاقة الشائك مع سوريا، ويتحدّث عن الانتقال إلى خطوة بعد تثبيت الخطوة الأولى عميقاً، وهذا سيحتاج إلى مدة من التفاوض لم تنته بعد وإن كانت قطعت مسافات بإشراف روسي”.

وبيّنت الصحيفة أنّ “الجانب التركي لا يريد الانفتاح معلوماتياً على كل التفاصيل على الجانب الروسي بشأن العلاقات مع سوريا، ويسعى للاحتفاظ بقدر خاص على العلاقات الثنائية والتعقيدات التي تخص بلدين مجاورين وحدود مُلتهبة والمشكلات العالقة التي لا تقف عند حدود أزمة المعابر المُغلقة ولا عن غياب التنسيق بعد آثار الزلزال ولا على الواجبات الأمنية الحدودية بل تذهب باتجاه الاتفاق على تعريف للإرهاب الذي تتأثّر فيه تركيا داخل الأراضي السورية”، موضحةً أنّ “الاتفاق على تعريف يلتزم بالمواصفات السورية في تفسير الجماعات الإرهابية التي تعتقد دمشق أن تركيا تُقدّم لها رعاية داخل الأراضي السورية هي محطّة أساسية في التحاور التفصيلي بين البلدين”.

وكانت دمشق شهدت في 12 من حزيران الجاري مباحثات سوريّة- إيرانيّة مشتركة بشأن جدول أعمال اجتماع “آستانة”، والاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية الدول الأربع، إذ ناقش معاون وزير الخارجية أيمن سوسان مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي أصغر خاجي والوفد المرافق مسار التقارب التركي- السوري، ووفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإنّ “وجهات النظر كانت متطابقة حول القضايا ذات الصلة، ولا سيما التأكيد على ضرورة الالتزام قولاً وفعلاً بسيادة سوريا ووحدتها أرضاً وشعباً وسلامة أراضيها”.

وعقب لقائه سوسان، التقى أصغر خاجي الرئيس بشار الأسد، الذي تطرّق في اللقاء إلى اجتماع اللجنة الرباعية، مؤكداً على أهمية التنسيق في كل الأمور المرتبطة بهذا الاجتماع وباجتماعات “آستانة”، وفي هذا الصدد، أفادت “الرئاسة السورية”، بأن الرئيس الأسد “شدد على وضع استراتيجية مشتركة تحدد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تبنى عليها المفاوضات القادمة سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أو مكافحة الإرهاب أو غيرها من القضايا وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين، وذلك بالتعاون مع الجانبين الروسي والإيراني”.

يشار إلى أنّ أنقرة ستقدم خطتها بشأن التقارب مع دمشق ضمن لجنة أمنية- عسكرية في الاجتماع الرباعي المفترض إجراؤه في آستانة، وستتضمن في خطواتها الأولى فتح طرق الترانزيت عبر معبر “باب الهوى”، وإعادة تفعيل الطرق الدولية، وفي رأسها طريق حلب – اللاذقية، الذي كان من المفترض أن يتمّ تشغيله في مطلع العام الحالي، قبل أن يضرب الزلزال سوريا وتركيا ويتسبّب في تأخير ذلك”، كما ستتضمن “تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتنفيذ سلسلة من الإجراءات على الأرض، تبدأ من فتح الطريق الدولية، وتنتهي بعودة اللاجئين السوريين في تركيا”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية في وقت سابق عن مصادر معارضة.

أثر برس

 

اقرأ أيضاً