أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

أردوغان ما بعد وقف إطلاق النار.. خيار التراجع غير موجود فكيف سيواجه المرحلة المقبلة؟

by Athr Press Z

القمة التركية-الروسية التي عُقدت في 5 آذار الجاري، انتهت بقرار وقف إطلاق النار، والالتزام ببنود اتفاق سوتشي الموقعة مسبقاً، لكن هذا الاتفاق حصل بعد انهيار بدا واضحاً على وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي جعله يقبل بأي شروط مقابل أن يتوقف العمل العسكري في إدلب.

انهيار أردوغان، كانت ذروته خلال الأسبوع الأخير الذي سبق القمة، حيث قُتل عشرات الجنود الأتراك بالتزامن مع انتفاض الشعب التركي الذي تساءل عن السبب الذي يدفع بأردوغان إلى زج هؤلاء الجنود في خطر معارك تحدث في محافظة إدلب السورية، وتخلي حلفاء تركيا عنها وبقاءها وحيدة تماماً أمام هذا المأزق، فكل سبب من تلك الأسباب يُعتبر قضية قائمة بحد ذاتها بالنسبة للسلطات التركية وتشكل بالنسبة لها مرحلة جديدة على مختلف الأصعدة.

أما ما بعد هذا الاتفاق، فلكل طرف من الأطراف المعنية به مصالحه الخاصة، وهم “جبهة النصرة” المدرجة على قائمة “الإرهاب” العالمية والتي تنتشر في إدلب حيث أعلنت عن رفضها له وأنها ستبقى تعتمد على لغة السلاح ولن تلتزم بالاتفاق أو ببنوده، لتعتدي بعد ساعات من توقيعه، على قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، وروسيا التي أعلنت أنها أبلغت الجانب السوري بتفاصيل هذا الاجتماع مؤكدة أن كل ما تم التوصل إليه كان بموافقة حصلت عليها موسكو من دمشق، كما أكدت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان، أن قرار وقف إطلاق النار مؤقت ويشمل منطقة محددة في سورية مشيرة إلى أن الجيش السوري مستمر بعملياته العسكرية ضد “الإرهاب، أما “جبهة النصرة” المدعومة تركياً فأعلنت عن رفضها لما تم التوصل إليه في الاجتماع

أما تركيا فأشادت بهذه القمة بالرغم من المواقف المحرجة التي تعرض لها أردوغان، والتي تحمل الكثير من الدلالات في أصول البروتوكولات الدولية، وهي انتظار أردوغان لمدة دقيقتين حتى يتم فتح الباب له واستقباله من قبل نظيره الروسي، إضافة إلى حالة الارتباك التي كانت ظاهرة عليه بوضوح ما جعله يصافح وزير خارجية بلاده مولود جاويش أوغلو القادم معه ضمن الوفد التركي.

بالنظر إلى الأزمات التي كانت تواجه أردوغان قبل القمة، نجد أنه لم يتمكن من حل أي شيء منها أو التغلب عليها، فالداخل التركي لا يزال يتساءل عن سبب وجود قوات تركية في إدلب ويطالب بخروجها من الأراضي السورية، والمجموعات المسلحة لم تلتزم بالبنود وحلفاء تركيا ما زالوا ملتزمين موقف التخلي عن أنقرة في إدلب والتنحي عن هذه المعركة بشكل كامل، في الوقت الذي لم يعد بإمكان أردوغان التراجع عن الاتفاقيات في إدلب أو الانسحاب منها، فهو مجبر على الالتزام بما تم الاتفاق مع روسيا من بنود تراعي بالدرجة الأولى الحفاظ على سيادة الدولة السورية والقضاء على وجود مجموعات مسلحة تدعمها تركيا في سورية.

أردوغان الآن في موقف صعب جداً، فهو لم يعد يستطيع التراجع في إدلب، ولا حجج منطقية لديه أمام الرأي العام التركي، فما كان منه إلا أن أمر بتنفيذ إجراءات تعسفية بحق الصحفيين الذين يروون حقيقة ما جرى في إدلب، والمجموعات المسلحة رافضة الالتزام ببنود الاتفاق، وفي الوقت ذاته لا يستطيع الإقدام على أي عمل عسكري جديد، في الوقت الذي يقف وحيداً وخصوصاً بعد تخلي حلفاءه عنه بسبب إدراكهم حقيقة المغامرة التي يخوضها أمام دولة ذات سيادة ماضية في قرارها باستعادة جميع أراضيها وتحريرها من المجموعات المصنفة كتنظيم إرهابي ومن الوجود اللاشرعي.

زهراء سرحان

أثر برس

اقرأ أيضاً