بعد أقل من أسبوع من التصعيد التركي شمالي سوريا، بدأ بعض المسؤولين الأتراك المقربين من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا بالثناء على جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على حين يبرر الأخير حقّ بلاده بتنفيذ عمليات عسكرية خارج حدودها لحماية أمنها.
وفي هذا الصدد، دعا القيادي في حزب “العدالة والتنمية” بولاية مانيسا، أوميت تايداش، إلى منح أردوغان رتبة “مارشال” وهي رتبة تعادل رتبة “مشير” في الجيوش العربية، بعد ما وصفه بـ”الانتصارات التي حققها شمالي سوريا والعراق”، وقال: “وفقاً للدستور، فإن الرئيس أردوغان هو القائد العام للقوات المسلحة، إن انتصاراته في قيادة جيشنا في ليبيا وسوريا والعراق وأذربيجان واضحة، لماذا لم يتم منحه رتبة مارشال -مشير-؟”.
وأشار تايداش، إلى أنه بهذه الاستهدافات “ارتفع معدل الأسلحة المحلية التي يستخدمها الجيش التركي من 20% إلى 70-75%”.
وتأتي هذه الإشادة التركية بأردوغان، في الوقت الذي يجري فيه الحديث على ضرورة القيام بالعملية التركية شمالي سوريا في هذه المرحلة لاستعادة هيبة أردوغان بعد تفجير إسطنبول ولكسب المزيد من الأصوات في انتخابات حزيران 2023 الرئاسية.
وبدوره، اعتبر أردوغان أنه من حق تركيا التصرف بالمناطق التي حددتها خارج حدودها لحماية أمنها، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وعن مستقبل العلاقات السورية-التركية أكد أردوغان، أن العلاقات مع سوريا قد تعود إلى نصابها في المرحلة المقبلة، وذلك بعد نحو 10 أيام من تصريحه الذي أكد فيه أن بلاده ستعيد النظر بعلاقاتها مع الدولة السورية بعد انتخابات 2023.
وفي هذا السياق قال النائب عن حزب “العدالة والتنمية” أورهان ميري أوغلو، في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية: “إن بداية حقبة جديدة في العلاقات بين أنقرة ودمشق أمر محتمل للغاية، لكن من السابق لأوانه الحديث عن تعاون شامل”.
وأضاف “من الصعب للغاية القول بأن عملية التقارب مع سوريا بدأت، وبالتالي تصعب الإجابة على الأسئلة مثل كيف؟.. متى؟ مع من؟ ولماذا؟”.
وأفاد النائب التركي بأنه “على ما يبدو أن الجانب السوري لديه الرغبة في إجراء مفاوضات في دولة ثالثة، ومن المرجح أن تكون روسيا، لذلك من المبكر الحديث عن تعاون شامل، كما أن بداية حقبة جديدة في العلاقات بين دمشق وأنقرة قبل الانتخابات التركية ممكنة، وهذا احتمال كبير للغاية، لكن من الواضح أننا ما زلنا بعيدين عن فكرة الشراكة في العمل”.
وصرح أردوغان مؤخراً بأنه “يمكن أن تعود الأمور إلى نصابها مع سوريا في المرحلة القادمة، مثلما جرى مع مصر، فليست هناك خصومة دائمة في السياسة”، وبهذا الصدد نقلت صحيفة “حرييت” التركية المقرّبة من السلطات في أنقرة أنه من المحتمل أن يجري لقاء بين الرئيس بشار الأسد ونظيره التركي في روسيا، على حين علّقت الرئاسة الروسية على هذه الأنباء بقولها: ” لا توجد حالياً أي اتفاقات تخص لقاء الرئيس الأسد وأردوغان، لكن ذلك ممكن من الناحية النظرية”.