خاص|| أثر برس أصدر قبل أيام ناشطون يقطنون في مخيم الركبان جنوب شرقي سوريا بياناً ناشدوا فيه الأمم المتحدة “للتدخل لحل مشكلتهم”، وإعلان المخيم “منطقة منكوبة”، وسط تراجع الأوضاع الصحية والخدمية فيه.
وتشير إحصائيات حصل عليها موقع “أثر برس” إلى وجود 1850 عائلة في مخيم الركبان الواقع في أقصى الجنوب الشرقي من الأراضي السورية وعند الشريط الحدودي مع الأردن، وتعاني هذه العائلات ظروفاً معاشية سيئة.
وتواصل “أثر برس” مع مجموعة من المصادر الأهلية في الركبان، وأكدت أن المعلومات التي تفيد بـ”حصار مخيم الركبان من قبل الحكومة السورية” غير صحيحة، مشيرة إلى أن تسجيلات الفيديو التي ظهرت على أنها وقفات من قبل سكان المخيم للاعتراض على الحصار المفترض تمت من قبل بعض العائلات التي ترتبط بالفصائل التي تسيطر على المخيم وخصوصاً فصيل “جيش سورية الحرة”، الذي يعد الفصيل الأقرب للقوات الأمريكية في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن الأراضي السورية تشكل المصدر الوحيد للطحين والمواد الأساسية، وذلك بعد أن شددت الحكومتين الأردنية والعراقية عملية إغلاق الحدود القريبة من مخيم الركبان نتيجة المخاوف الأمنية من تزايد عمليات التهريب بما في ذلك المخدرات من جهة أراضي المخيم.
وأكدت المصادر التي تواصل معها “أثر برس”، أن دمشق لم تمانع يوماً دخول المواد الغذائية، أو الأدوية، لكنها تمنع عمليات التهريب التي تتم من وإلى مخيم الركبان، من الطرق غير المسموح بها.
ويسيطر على المخيم الفصائل المنتشرة في منطقة التنف بدعم من القوات الأمريكية على المخيم، ووفق ما أكدته مصادر من داخل المخيم لـ”أثر برس” فإن هذه الفصائل تمنع قاطنيه من الخروج نحو مناطق سيطرة حكومة دمشق وتفكيك المخيم.
وبدأت حكاية الركبان في صيف 2015، حينما حاولت مجموعات كبيرة من سكان المناطق الشرقية والبادية الوصول إلى الأراضي الأردنية هرباً من تنظيم “داعش”، لكن القوات الأردنية منعتهم من دخول أراضيها بعد زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين إليها، ليبقى 50 ألف شخص في ذلك الوقت عالقين في منطقة صحراوية خطرة، ليتحول الأمر إلى نوع من الإقامة المستدامة بالنسبة لهم، تدريجياً، وبعمليات هروب لم تمانعها الحكومة السورية انخفض عدد سكان المخيم.
وأعلنت الحكومة السورية مرات عدة أنها على استعداد لاستقبال العائدين من الركبان مع تقديم ضمانات لهم، لكن الاستجابة كانت في حدودها الدنيا بسبب إعاقات من قبل الفصائل المسلحة التي تسيطر على مخيم الركبان.
وتوجه معظم سكان المخيم مؤخراً إلى بناء المنازل من الطين والأخشاب، كما أن بعضهم يعمل بزراعة الخضار والمحاصيل الزراعية ضمن الأراضي القريبة من المخيم، في حين أن النقطة الطبية الوحيدة في المخيم ما زالت تعمل على الرغم من سوء الواقع الصحي، كما أن التعليم في حدوده الدنيا.
وأشارت مصادر “أثر برس” إلى أن بقاء مخيم الركبان يعد الورقة الوحيدة التي تلعب بها واشنطن لإبقاء قواتها بشكل غير شرعي في معبر التنف الحدودي، وذلك لضمان بقاء طريق “دمشق – بغداد”، مقطوعاً بما له من أهمية اقتصادية في حسابات دمشق، إذ تقول واشنطن إنها توجد في التنف لحماية مخيم الركبان ومحاربة تنظيم “داعش” إضافة إلى تحقيق “أمن إسرائيل”، بإبقاء الطريق مقطوعاً، كي لا يصبح ثمة أي طريق برّي بين إيران ولبنان.
محمود عبد اللطيف