خاص|| أثر برس الحصول على لون البشرة الفاتح ومعالجة التصبغات واحدة من الأمور التي يسعى إليها الكثير من المهتمين بالجمال لا سيما الفتيات، لكن مؤخراً يجري الترويج على منصات التواصل الاجتماعي عن إبر تبييض تحمل أسماء مختلفة من بينها “جلوتاثيون” وسط تساؤل من السوريين حول ما إذا كانت آمنة وعما تحمله من مخاطر صحية؟.
وفي السياق، أوضحت اختصاصية الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة لين الخطيب لـ “أثر” أن موضوع التصبغات هو من المشاكل الجمالية التي تهم الصبايا والشباب وتشكل إزعاج كبير للمرضى، والعلاج يتم بعدة إجراءات، مشيرة إلى أن أحد الحلول التي شهدت تسويق لها مؤخراً هي إبر التبيض التي تحمل اسم “الجلوتاثيون”.
وبينت الدكتورة الخطيب أن مادة “الجلوتاثيون” هي واحد من مضادات الأكسدة القوية والتي ينتجها الكبد وتتواجد في العديد من أنواع الخضار والفواكه بتركيبتها الكيميائية التي تتألف من 3 أحماض أمينة هي “الجلايسين والغلوتامات والسيستين” ولها دور كمضاد أكسدة يعزز مناعة الجسم ويعمل كمضاد لشيخوخة البشرة والأهم هي خصائصه المبيضة والمضادة للتصبغات.
وذكرت د.الخطيب لـ “أثر” أنه يوجد في البشرة ثلاثة أنواع للميلانين “الفيوميلانين والإيوميلانين والتيروميلانين”، موضحة أن “حقن الجلوتاثيون يقطع سلسلة تحول الفيوميلانين إلى إيوميلانين وهو ما يؤدي إلى لون بشرة أفتح ومن هنا كانت النتائج المبيضة للجلوتاثيون وبمقابل هذه النتائج المبيضة كانت هناك مجموعة من الأسئلة التي تطرح بشكل دائم هل حقن هذه الإبر آمن؟”.
وأكدت الدكتورة الخطيب أن منظمة FDA لم توافق على حقن الجلوتاثيون لأسباب تجميلية والدراسات العلمية غير كافية حتى الآن لتثبت فعاليتها في تبييض البشرة أمام مجموعة من الآثار الجانبية التي ممكن أن تصل حتى الوفاة، مضيفة: “استخدام الجلوتاثيون الموافق عليه هو فقط في علاج اضطرابات الكبد الشديدة والوقاية من السمية العصبية بعد العلاج الكيماوي للسيسبلاتين”.
وعن الأعراض الجانبية التي تحدث عند حقن إبرة “الجلوتاثيون”، قالت د.الخطيب لـ “أثر”: “أهم الأعراض حدوث وذمات وتشنجات وتأثيرات سميّة على الكبد وعلى الكلى وآلام بطن وإقياء ودروخة، بالإضافة إلى الطفح الجلدي فضلاً عن حدوث اضطرابات تنفسية أحياناً من الممكن أن تصل للوفاة”.
وأكدت الدكتورة الخطيب أنه أمام هذه التأثيرات الجانبية والخطيرة كان لا بد من التحذير الشديد من إجراء الحقن بالعيادات فيجب أن يتم الحقن بالمشفى حصراً، لافتة إلى أن نتائج العلاج بهذه الإبر والنتائج المبيضة تكون مؤقتة وسوف تتراجع بعد إيقاف العلاج بشكل تدريجي فالجلد سيعود للونه الطبيعي خلال عدة أشهر.
ورأت اختصاصية التجميل أنه أمام خطورة هذه الأنواع من الإبر كان لا بد من تواجد بدائل أخرى آمنة وفعّالة لمرضى التصبغات والخيارات كثيرة والعلاج يعتمد على عمق التصبغات وموقعها ومنها الكريمات المفتحة مثل المستحضرات التي تحوي هيدروكينون وكوجيك أسيد وفيتامين سي وغيرها كالكريمات المقشرة أو التقشير الكيميائي، متابعة: “وهناك الميزوثيرابي وحقن البلازما أو التقشير بالكريستال أو الليزر بأنواعه وغيرها من العلاجات التي تعتبر أكثر أماناً”.
وشددت الدكتورة الخطيب على ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الخلطات العشبية المسوق لها ومراكز التجميل غير المرخصة واللجوء دوماً إلى الاستشارة الطبية من قبل أخصائي الجلدية هو “حجر الأساس السليم والآمن في الوصول إلى بشرة نقية ونضرة”.
وختمت اختصاصية الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة لين الخطيب كلامها قائلة مجددة التحذير من مخاطر هذه الإبر رغم أن نتائجها سريعة لذلك هي مرتفعة التكاليف ولكن تتراجع النتائج بعد فترة، مضيفة لـ “أثر”: “هذه الإبر خطرة ويتم إعطاؤها وريدياً كما يوجد من هذه المادة إبر حقن موضعي أو حب”.