خاص|| أثر برس “30 براءة اختراع ونحو 16 بحثاً علمياً نُشرت محلياً وعالمياً”، حصيلة جهود أعضاء الجمعية العلمية السورية للأعشاب والطب التكميلي والتجانسي والتغذية منذ تأسيسها عام 2014 حتى الآن وحصل آخرها على المركز الأول والميدالية الذهبية على مستوى الابتكارات الطبية في معرض كندا الدولي للاختراع والإبداع في دورته التاسعة في تورنتو، حيث تم الإعلان على النتائج النهائية بعد العديد من التصفيات في آب الماضي.
وفي التفاصيل، بيّن أحد أعضاء الفريق المخترع ورئيس الجمعية الدكتور شادي الخطيب لـ “أثر” أن المشاركة كانت بمستحضر طبيعي سوري حاصل على براءة اختراع وهو عبارة عن كريم صديق للبيئة مكون من خلاصة دودة قز الحرير الغنية ببروتين الحرير (السيريسين) مع كولاجين الطحالب البحرية السورية، حيث تم تصنيفه ضمن أفضل 10 اختراعات، وحصل على الميدالية الذهبية والمركز الأول في فئة الابتكارات الطبية، أما على جميع الفئات والتي تضم عدة مجالات منها التكنولوجية فقد حصل الفريق على المركز الثاني، لافتاً إلى أنه شارك بالمعرض حوالي 756 ابتكار واختراع من 50 دولة.
وأشار الدكتور الخطيب إلى أن الاختراع الذي يحمل اسم (غرين سيلك أند كولاجين) هو ابتكار ثوري في عالم الجمال ويساهم في الحفاظ على نضارة البشرة وحيويتها من خلال بروتين “السيريسين” أو ما يسمى بروتين الحرير الذي تم استخلاصه بطريقة خضراء لا تستخدم المحلات الكيميائية الضارة بالبشرة وبالبيئة على حد سواء والتي تساعد على منح بشرة الوجه المظهر الرشيق والمرن وتعتبر مادة مالئة تخفي التجاعيد التعبيرية والخطوط الدقيقة، وتحارب علامات تقدم السن في الوجه وحول العينين وفي الجبين وحول الفم وكذلك في منطقة العنق.
وتابع الدكتور الخطيب لـ “أثر”: “بفضل وجود شركة أدوية لديها مصنع محقق لشروط التصنيع الجيد وحاصل على شهادات الآيزو ومرخص من وزارة الصحة يتم العمل على إنهاء تسجيل هذا المستحضر في وزارة الصحة، لتوفيره في الأسواق والصيدليات محلياً وعالمياً”، منوهاً بـ”الدعم الكبير من قبل الجهات المعنية وهذا يساهم بشكل فعال في إمكانية تطوير واستثمار الموارد الطبيعية بشكل فعال مما يساعد في استدامتها”، بحسب تعبيره.
سوريا من أغنى الدول بالأعشاب الطبية
أكد د.الخطيب لـ “أثر” أن الأعشاب الطبية السورية تعتبر علامة مميزة في العالم، نظراً لموقعها الجغرافي المتميز ولتنوع فصولها ومناخها المناسب لنمو النباتات الطبية سواء في المناطق الجبلية والسهلية ومناطق البادية وتشتهر معظم المحافظات بزراعتها فمنها الزهورات الشامية والياسمين الشامي والوردة الشامية والزعتر والقبار والزلوع السوري والفستق الحلبي والسوسن الدمشقي والنانرج الشامي وتين الهبول السوري والزيتون السوري والأنغينار (أرضي شوكي) الشامي، وغيرها الكثير من الأمثلة تشير بشكل واضح إلى وفرة العناصر الطبيعية التي يمكن تسويقها عالمياً باسم سوريا، مما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط زراعة النباتات الطبية وانتشار المنتجات السورية عالمياً، مؤكداً أنه “تم نشر أبحاث علمية في مجلات عالمية محكمة للتعريف بهذه الكنوز الطبيعية السورية”.
وحول الجمعية العلمية السورية للأعشاب والطب التكميلي والتجانسي والتغذية ، قال الخطيب إنها “تعمل منذ تأسيها عام 2014 في مدينة حلب ويشمل نشاطها كل المحافظات السورية، على نشر ثقافة وعلوم الطب البديل والتكميلي بطريقة علمية صحيحة من خلال العلماء والكوادر العلمية التخصصية، والمساهمة في تطوير صناعة الأعشاب والمواد الطبيعية والمتممات الغذائية ومواد الزينة والتجميل الطبيعية والعطور والزيوت العطرية ونشر ثقافة البحث والتطوير العلمي والطبي والتقاني، من خلال القيام بأبحاث علمية ودراسات بالتعاون مع القطاع العام والخاص وتطوير طرق التغذية العلاجية ونشر ثقافة الغذاء الصحي في المجتمع”.
ونفذت الجمعية بحسب الدكتور الخطيب عدة أنشطة وندوات ومعارض محلية ودولية بالتنسيق مع المنظمات العالمية التي تعمل بنفس الاختصاص، وهي تتكون من مجموعة من المختصين في مجال الأعشاب الطبية من اختصاصات متنوعة سواء في الطب والصيدلة والعلوم والكيمياء والزراعة، وتساهم بشكل فعال في تسليط الضوء على الغطاء النباتي الأخضر في سوريا”.
وعن صعوبات العمل في استثمار الأعشاب الطبية في سوريا قال د.الخطيب: “أبرز الصعوبات تتمثل بعدم وجود التمويل والدعم المادي حيث إن معظم الأبحاث يقوم بها أعضاء الجمعية على نفقتهم الخاصة كما يشكل الحصاد الجائر عقبة في ديمومة هذه الأعشاب والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض كما أن وجود غير المختصين يؤثر حيث يقومون بنشر معلومات غير صحيحة عن بعض النباتات وقدراتها الخارقة في علاج العديد من الأمراض دون وجود دليل علمي، وهذا يفقد ثقة المستهلكين بالأعشاب الطبية، وقد يسبب ضرر عند بعض المستخدمين، نتيجة عدم معرفتهم بالآثار الجانبية لهذه الأعشاب، وخاصة أن غير المختصين أحياناً كثيرة يستخدمون أعشاب ليس لها علاقة بالأعشاب الأصلية التي يتحدثون عنها، وهذا إما بقصد الغش أو بسبب ضعف الخبرة وعدم المعرفة، لذلك نؤكد على اللجوء دائما للمختصين ومراجعة الطبيب المشرف وإعلامه في حال استخدام أي أنواع من الأعشاب لأنه الأكثر علماً وخبرة بحالة مريضه”.