أشار صحافيون ومحللون أتراك إلى أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تؤكد أن مسار التقارب السوري- التركي انتقل من مرحلة الحديث عن تقريب وجهات النظر إلى مرحلة الحديث عن نية حقيقية للتقارب.
وفي هذا الصدد، أكد آخر سفير تركي في دمشق عمر أنهون، في مقالة نشرتها صحيفة “المجلة” أن “أنقرة تسعى الآن إلى إقامة علاقة تعاون مع دمشق، وكانت أنقرة قد بدأت اتصالات مع دمشق عام 2021 بوساطة أجهزة المخابرات، أعقبتها اجتماعات بين وزيري الدفاع والخارجية من كلا البلدين”.
ولفت أنهون إلى أن دمشق حققت انتصاراً كبيراً بعودتها إلى الجامعة العربية وإحياء العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية.
بدوره، أشار الكاتب والصحافي التركي أوكتاي يلماز، في لقاء متلفز مع قناة “الحدث” إلى أن الحديث لم يعد يدور حول تقريب وجهات النظر بين دمشق وأنقرة، إذ قال: “نحن لا نتحدث عن تقريب وجهات النظر هناك نية حقيقية لإعادة العلاقات”، لافتاً إلى أن فترة القطيعة كانت “فترة مُرّة”.
كما لفت فيليميز دوغان، وهو رئيس تحرير في قناة “TGRT” إلى أنه “منذ أكثر من 15 عاماً يندلع حريق كبير في المنطقة ويضر بكل من تركيا وسوريا”، وفق ما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة أنه مستعد للعمل لتطبيع العلاقات مع دمشق، وقال: “سنعمل معاً لتطوير العلاقات مع سوريا، تماماً كما فعلنا في الماضي، وسبق أن التقينا في الماضي مع السيد الأسد، حتى على المستوى العائلي، ولا يوجد شيء يقول إنَّ ذلك لا يمكن أن يحدث غداً”.
ماذا عن الموقف السوري؟
أكد الرئيس بشار الأسد في لقاء جمعه مع مبعوث الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف، في 26 حزيران الجاري، أن سوريا تعاملت دائماً تعاملاً إيجابياً وبنّاءً مع كل المبادرات ذات الصلة، لافتاً إلى أن نجاح وإثمار أي مبادرة ينطلق من احترام سيادة الدول واستقرارها.
وفي 4 حزيران قال وزير الخارجية فيصل المقداد، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني: “إن الشرط الأساسي لأي حوار سوري- تركي هو إعلان تركيا استعدادها للانسحاب من أراضينا”، مشدداً “لن تطبع العلاقات بين البلدين إلا إذا قالت تركيا في وضح النهار بأنها ستنسحب من الأراضي السورية”.
هل تتجاوب أنقرة مع طلبات دمشق؟
في الأول من حزيران الجاري، أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر، أن “تركيا قد تفكر في سحب قواتها من سوريا بمجرد ضمان أمن الحدود التركية بالكامل”، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وفي هذا السياق، نقل سابقاً موقع قناة “الحرة” عن مراقبين قولهم: “إن الجو العام السياسي والإعلامي على خط أنقرة-دمشق يشير إلى وجود تحركات لا تعرف ماهيتها، سعياً لإعادة استئناف مسار (بناء الحوار) كما يُطلق عليه الجانب التركي”.
ومن المفترض أن يلتقي أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بمدينة سوتشي في الأسبوع الأول من تموز القادم، وسيتم خلال اللقاء بحث الملف السوري، وفق ما نقلته سابقاً صحيفة “الشرق الأوسط”.
وكان الجمود قد خيّم في الأشهر الأخيرة الفائتة، على مسار التقارب السوري- التركي، إذ قال وزير الخارجية التركي حقّان فيدان، في 3 آذار الفائت في مؤتمر صحافي أجراه في ختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي أُجري في أنقرة: “إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق”، موضحاً أنه بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائهما على هامش المنتدى، الملف السوري بالتفصيل.