نشرت مجلة ذا هيل (The Hill) الأمريكية تقريراً حول الوضع المأساوي لنبع الفيجة بريف دمشق والمصدر الأساسي لمياه الشرب في العاصمة.
وسلط التقرير الضوء على الانخفاض غير المسبوق في منسوب مياه النبع بعد أن شهدت المنطقة واحداً من أكثر مواسم الشتاء جفافاً منذ عقود، والتحديات التي تواجه سكانها في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء والماء.
وجاء في التقرير أن هذا النبع يعتبر مصدر المياه الأساسي لخمسة ملايين نسمة من السكان، فهو يمد دمشق وضواحيها بنحو 70% من احتياجاتهم للماء.
وأضاف: وفي الوقت الذي تعاني دمشق من أسوأ حالة نقص في المياه منذ سنين، أصبح كثير من سكانها يعتمدون اليوم على شراء المياه من سيارات صهريج خاصة وذلك حتى يملؤوا خزاناتهم بالمياه.
وتطرق التقرير إلى التحذيرات التي أطلقها مسؤولون في الحكومة السورية، من الوضع الذي لا بد أن يزداد سوءاً خلال فصل الصيف، ولهذا طالبوا السكان بالاقتصاد في استعمال المياه في أثناء الاستحمام والتنظيف والجلي.
وشرح التقرير حالة النبيع الذي يغذي نهر بردى الذي يشطر العاصمة إلى نصفين، لكنه جف خلال هذا العام عن آخره تقريباً.
ينقل التقرير عن أحد سكان منطقة العباسيين الواقعة شرقي دمشق، أن الحي لم تعد تصل إليه المياه إلا لمدة تسعين دقيقة في اليوم، مقارنة بما كان يحدث خلال السنوات الماضية عندما كانت المياه لا تنقطع أبداً بمجرد أن يفتح أحدهم صنبور الماء.
ويتابع هذا الرجل أن انقطاع الكهرباء بشكل دائم يزيد المشكلة سوءاً، إذ في بعض الأحيان يكون لديهم ماء ولكن في ظل انقطاع الكهرباء يحرمون من ضخها إلى الخزانات الموجودة على أسطح الأبنية، وفي إحدى المرات اضطر جبارة إلى شراء خمسة براميل من مياه غير صالحة للشرب من إحدى شاحنات الصهاريج وقد كلفه ذلك هو وجيرانه 15 دولاراً، إذ يعتبر هذا المبلغ كبيراً في بلد يحصل فيه معظم السكان على أقل من 100 دولار بالشهر.
وأردف قائلاً: “أهل دمشق معتادون على وصول المياه إلى بيوتهم كل يوم وعلى شرب مياه الصنبور التي تصل إليهم من نبع عين الفيجة، ولكن النبع يعاني من ضعف شديد للأسف خلال هذا العام”.
وينقل التقرير عن شخص آخر يقطن قرب النبع، ويقول إنه عاد لمنزله بعد مرور قرابة 8 سنوات على نزوحه برفقة عائلته، وهو يعمل الآن في إعادة بناء المطعم الذي كان يمتلكه، ويقول: “نبع عين الفيجة هو الشريان الوحيد بالنسبة لدمشق تبدو المنطقة صحراء اليوم، فهي خاوية عروشها، لكننا نتمنى أن تعود الأيام الخوالي وأن يعود الناس لارتياد هذا المكان”.
يذكر أن مؤسسة المياه في دمشق اعتمدت برنامج تقنين بعد أن شهدت كمية المياه الواردة من المصادر الرئيسية، ولا سيما نبع الفيجة، انخفاضاً بسبب شح الأمطار، وفقاً لمدير عام المؤسسة المهندس أحمد درويش.
إذ سبق وأعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها رفع حالة الطوارئ بسبب شح الموارد المائية لهذا العام، بعد تراجع الهطولات المطرية إلى أقل من 30% من المعدل السنوي، في أدنى مستوى تشهده المدينة منذ عام 1958.