خاص|| أثر برس أوضحت الكيميائية والمحاضرة بجامعة دمشق فتحية محمد أن تغير المناخ في سوريا أثرت على النشاطات الاقتصادية والخدمية حيث تراجعت نسبة الأراضي المزروعة من 25 % في عام 2016 إلى 23% عام 2019 بسبب انحباس الأمطار وارتفاع تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون.
وجاء ذلك خلال أعمال المؤتمر السنوي الخاص باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، الذي حضرته مراسلة “أثر برس” في مكتبة الأسد بدمشق، مضيفة أن هناك انخفاض في حصة الفرد من الماء مع زيادة الحاجة له للأغراض الزراعية بنسبة 10-20%، وهناك توقعات بانخفاض معدل الهطول المطري بين 10- 20 % في عام 2070 وارتفاع حراري بمعدل 1,6-2 درجة، لافتةً إلى أن زيادة الطلب على الموارد المائية بشكل تؤدي إلى استنزاف الأحواض المائية بسبب مواسم الجفاف المتعاقبة، وزيادة الإنفاق على القطاع الزراعي للحفاظ على الإنتاج في ظل استمرارية التغيرات المناخية.
كما بينت محمد أن التربة تواجه تغيراً في خصائصها الفيزيائية والكيميائية ما يظهر على شكل تملح وتعرية، إضافة إلى انخفاض المراعي والغطاء النباتي، موضحةً أن التصحر هو نتيجة حتمية لمواسم الجفاف المتكررة، لافتة إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية وتعرض بعض المحاصيل للإجهاد المائي كالقمح بسبب التعرض لتغيرات مناخية متطرفة، إضافة إلى زيادة التعرض لأمراض الصحة العامة والأمراض المنقولة وانتشار وتكاثر نواقل الأمراض كالبعوض.
وأشارت إلى وجود استراتيجيات للتعامل مع التغيرات المناخية على مستوى العالم والتي تأخذ شكلين إما التكيف وتعني التعامل مع الوسط البيئي والأثر وفق المواصفات الجديدة، أو التخفيف وهي اعتماد مناهج وطرائق وتقنيات تعمل على تخفيض أثار التغيرات المناخية بهدف إعادتها للمنظومة المثالية وإيقافها عند حد معين.
وذكرت “محمد” خلال حديثها نماذج للتكيف مع التغيرات المناخية منها حماية التربة من خلال زراعة الأشجار المقاومة للجفاف في المناطق التي بدأت تتضرر من ظاهرة التصحر والتملح، واستنباط محاصيل مقاومة للجفاف والإجهاد المائي، ومراقبة الهطول المطري الغزير وتطبيق تقنيات جمع المياه، دمج عامل التغير المناخي في التصميم العمراني لخفض استخدام عمليات التكييف والتبريد.
يذكر أن المؤتمر الذي أقيم تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومديرية الصحة والسلامة المهنية في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات العمال وغرفة صناعة دمشق وريفها، وبمشاركة شركات عدة داعمة.
لمى دياب – دمشق