نجح دونالد ترامب في إعادة مد نفوذ بلاده على مساحات الوسائل الإعلامية، من خلال قراراته المتعاقبة والمفاجئة وجولاته في العالم العربي واستقبالاته للزعماء العرب والأجانب، مصرحاً عن هدفه الذي يريد الوصول إليه بأسرع ما يمكن وهو الاستيلاء على الشرق الأوسط أو على الأقل وضع قواعد له في جميع الدول العربية، مما أجبره عل توطيد العلاقات مع الدول المتمتعة بوجود قوي في المنطقة ووضع مصالح مشتركة معها وأولها روسيا، فشاركت زيارة لافروف لواشنطن موضوع التسليح الكردي في صفحات الصحف العربية.
حيث جاء في صحيفة “القبس” توجيهات ترامب للافروف أثناء الزيارة:
“أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس في اجتماع مع وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في المكتب البيضاوي ضرورة العمل لإنهاء الصراع في سوريا، وطالب روسيا بكبح جماح النظام السوري وحليفه الإيراني.
ووصف الرئيس الأميركي اجتماعه الأول مع لافروف بأنه جيد جداً، وأضاف في حضور وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر: أعتقد أننا سنقوم بأشياء جيدة جداً بشأن سوريا.
من جانبه، قال لافروف إن ترامب عبّر عن تأييده إقامة علاقات مفيدة للطرفين. وقال إن اجتماعه مع ترامب تضمن موضوع التنسيق مع الإدارة الأميركية على تنفيذ اتفاق أستانة بشأن مناطق خفض التوتّر الأربع في سوريا، مع العمل على دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين. ونفى لافروف وجود جدول زمني أو خطة روسية للخروج من سوريا، مشدداً على ضرورة هزيمة الإرهاب والتوصل إلى تسوية، بدلاً من التخلّص من شخص، على حد تعبيره.
كما شدد الطرفان إلى ضرورة اسئناف النقاش بمختلف القضايا ما يدل على فتح صفحة جديدة بينهما، واللافت أن هذه أول مرة يستضيف فيها ترامب مسؤول روسي بهذا المستوى منذ تسلمه الرئاسة الأمريكية”
أما “الأخبار” فوصفت زيارة لافروف لواشنطن بالغزل الروسي فقالت:
” الغزل الروسي لواشنطن بدا واضحاً في حديث لافروف الصحافي، الذي أتى عقب الاجتماعات من مقر البعثة الديبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة، إذ شدد على أن فكرة اتفاق أستانا الأساسية تتقاطع كثيراً مع رؤية أميركية طرحها تيلرسون في موسكو، وترامب في خلال حديثه الهاتفي مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وحرص لافروف على التأكيد أنَّ من مصلحة الشركاء الأميركيين دعم مشروع مناطق تخفيف التوتر، مخصصاً أن لها مصلحة كبرى في منطقة التهدئة الجنوبية الواقعة إلى جانب الأردن وإسرائيل… وهي أبدت اهتمامها بتلك المنطقة تحديداً. ولفت إلى أنَّ بلاده ترّحب بمشاركة الولايات المتحدة في تأمين تلك المناطق، ومراقبة عملية التهدئة فيها، وهو ما قد يتناغم مع الخطط الأميركية المعدّة للجنوب السوري وعلى طول الحدود مع الأردن. وبرغم أنّ دلالات إخراج الزيارة المتفرّد، تقرأ بأغلبها على جبهة ترامب الداخلية، فإن انعكاساتها على تعاون البلدين في الملف السوري قد تلاحظ في خلال الأشهر القليلة المقبلة”.
أما “رأي اليوم” فتناولت موضوع التنسيق الروسي الأمريكي تحت عنوان
“من الأردن تتصاعد ألسنة التصعيد.. لقاء لافروف تيلرسون بيت القصيد” ليقول:
” يتجاوز الحاصل في الأردن بشأن التواجد العسكري في الأراضي السورية البعد الأمني للحدود الأردنية وقتال “داعش”، ولانعرف إن كان مبيتاً أو حتى معداً بشكل مسبق دخول قوات عسكرية برية إلى الداخل السوري تساندها تغطية جوية أميركية من قاعدة الأزرق، وهل الهدف نسف كل الحصاد التوافقي ومخرجاته في أستانة لجهة تطبيق اتفاق مناطق تخفيف التصعيد، وذلك لأن كل التطور الحاصل على الحدود تديره أميركا التي هي ليست بطبيعة الحال من الدول الضامنة، والأهم أن كل ذلك لم يحصل ولو بالشكل المصرح عنه بالتنسيق مع روسيا، أما سياسياً فسيحمل لافروف الكثير في جعبته لنظيره تيلرسون، ومن هذا اللقاء سيتحدد ربما شكل التلاقي السياسي في الملف السوري، وربما رسم المراحل المتقدمة بعد إتمام مايحدث في الشمال، ومايحدث في الجنوب، والذي قال في سياقه لافروف: أن ذلك اللقاء سيتجاوز المصافحة والاستعراض، ويكون بحثاً فاعلاً للملفات، بصفة الدولتين القادرتين على فرض أمان واستقرار المنطقة”.