بدأت “هيئة المفاوضات السورية المعارضة” اليوم السبت اجتماعاتها في جنيف، وذلك بهدف التحضير للمرحلة المقبلة بعد الانفتاح العربي الذي تشهده دمشق.
وبدأ الاجتماع اليوم بحضور 28 عضواً من أصل 36، ومن المفترض أنها ستستمر لمدة يومين، وستلتقي “الهيئة” غداً الأحد مسؤولي بعثات أوروبية، بالإضافة إلى بلدان مثل الولايات المتحدة وتركيا وقطر ومصر في جنيف، وفقاً لما أفادت به قناة “الميادين”.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر معارضة تأكيدها على أن هذا الاجتماع يأتي بتوصية خاصة من المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، إلى جانب توصيات عديدة تلقّتها “هيئة التفاوض” من ممثّلين عن دول غربية، بهدف الاستعداد للمرحلة المقبلة، وبحسب المصادر فإن بيدرسن يأمل أن يتم خلال المرحلة المقبلة تفعيل “المبادرات العديدة القائمة حالياً وهي المبادرة العربية، ومسار أستانا الروسي وتفعيل المسار الأمم ويتطلّب ذلك تحضيراً من المعارضة، التي تعرّضت لانتقادات عديدة خلال المرحلة الماضية بسبب الاستئثار بقيادتها من قِبَل بعض الأطراف، وعلى رأسهم الإخوان المسلمون، الذين شكّلوا السبب الرئيسيّ في تخلّي السعودية عن دعم الهيئة”.
وشككت المصادر المعارضة التي نقلت عنها “الأخبار” إمكانية الوصول إلى نتائج واضحة لثلاثة أسباب، “الأول هو الشرخ الكبير داخل المعارضة من جهة، والانفصال الواضح بين واجهتها السياسية والقوى الموجودة على الأرض، والثاني هو استمرار حالة الاختراق التي تتعرّض لها من دول تمكّنت طوال السنوات الماضية من بناء أجسام تابعة لها داخلها، ثالثاً هو أن هذه الأجسام المعارضة تعمل على تحقيق مطالب الدول الداعمة لها، والتي تختلف في ما بينها في كثير من القضايا”.
وأصدرت “هيئة التفاوض” بياناً قالت فيه: “ستعقد هيئة التفاوض اجتماعاً فيزيائياً في جنيف يومي 3-4 حزيران لبحث ملفات عدة على وقع المستجدات السياسية والإقليمية والدولية”، وتتألف “هيئة التفاوض” من ممثلين عن “الائتلاف الوطني”، و”هيئة التنسيق الوطني”، ومنصتي موسكو” و”القاهرة” بالإضافة إلى المستقلين ومندوبي الفصائل المسلّحة.
ومنذ مطلع نيسان الفائت، بدأت المعارضة السورية بتحركاتها ومناشدة الدول التي كانت داعمة لها بالتوقف عن التقارب من دمشق، وفي نيسان الفائت نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أن الدوحة استضافت شخصيات من المعارضة السياسية والمسلحة كانت الجلسة عبارة عن ورشة عمل، وأضافت المصادر أن “ورشة العمل التي أضافتها الدوحة تهدف في المقام الأوّل إلى إحياء دور العاصمة القطرية بوصفها مركز نشاط للمعارضة السورية، في ظلّ التضييق التركي الكبير على نشاط الأخيرة، سواء بسبب الانتخابات التركية، أم لأسباب تتعلّق بالاستعداد لمراحل الانفتاح المقبلة بين أنقرة ودمشق، والتي يتمّ التحضير لها بدفع روسي – إيراني” كما أشارت المصادر التي نقلت عنها “الأخبار” حينها إلى أن “هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها قبل وقف حالة الاستنزاف الداخلي بوساطة المعارك المندلعة بين الفصائل، وتوحيد الجهود السياسية، والانخراط في عمل واسع يفتح الأبواب بين المناطق الخارجية عن سيطرة الحكومة”.