خاص|| أثر برس اشتكى عدد من مرضى غسيل الكلية في الهيئة العامة لمشفى الكلية في دمشق ل”أثر”، من ارتفاع تكلفة جلسة الغسيل من 963 ل.س إلى 82500 ل.س، واصفين هذا الإجراء بأنه القشة التي جاءت لتقصم ظهورهم المنهكة أساساً بفعل مرضهم المزمن.
وقال المرضى في شكواهم، إنهم تفاجؤوا عند ذهابهم إلى المشفى للخضوع لجلسة غسـيل الكليـة المحددة وفق البرنامج المعمول به بالمناوبة بين المرضى على مدار الأسبوع، بأن تكلفة جلسة الغسيل أصبحت 82500 ل.س، بعد أن كانت 963 ل.س.
وبيّن المرضى أنهم عندما قالوا لموظف الحسابات الذي يمنحهم الإيصالات لقاء تسديد تكلفة الجلسة، تفاجؤوا بالتسعيرة الجديدة وأنهم لا يملكون المال، اتصل الموظف بمديرة المشفى التي سمحت “بتمريق” جلسة اليوم على أن يُعمل بالتسعيرة الجديدة في الجلسة القادمة.
وتساءل المرضى: من أين لمريض غسيل الكلية أن يدفع للمشفى مبلغ 82500 ل.س عن كل جلسة غسـيل كلية، ما يعني أنه يتوجب عليه دفع نحو 660 ألف ليرة شهرياً، باعتبار أن المريض يخضع لجلسة الغسيل مرتين أسبوعياً.
وأشار المرضى إلى أن مرضى غسـيل الكليـة لا يستطيعون مزاولة أي عمل بسبب وضعهم الصحي، ناهيك أن المريض الذي يتوجه الى المشفى الحكومي هو من أصحاب الدخل المحدود و”المعترين”، باعتبار أنه لو كان يملك المال لتوجه لمشافي القطاع الخاص أو المشترك.
وأوضح المرضى أن مريض الكلية يكفيه ما يتكبده لقاء شراء الأدوية الخاصة بمرضه، والتحاليل الدورية المطلوبة منه، مشيرين إلى أنها مكلفة وهناك عدد منهم يحصل على مساعدات ببعض أنواع الأدوية عبر الجمعيات الخيرية.
وتابع المرضى: حتى لو كان المريض موظفاً فإنه غير قادر على تسديد تكلفة جلسات الغسيل، ودلّلوا بأنه لا يوجد موظف “عادي” راتبه الشهري مليون ليرة، وأن أي شخص يتعرض لوعكة صحية أو طارئ يستوجب عليه عمل جراحي ودخول إلى المشفى لأن حالته طارئة، يتطلب منه ذلك دفع المال مرة واحدة فقط، لكن مريض غسيل الكلية حالته ليست طارئة وإنما تستغرق سنوات، ولا يستطيع تدبّر تكاليفها.
بدوره، أكد مريض “سبعيني” أنه يغسل كلية من 7 سنين وهو لا يعمل وليس لديه أي مصدر رزق، ولا يمكنه أن يدفع تكلفة الجلسة، فيما أكد مريض آخر أنه بالكاد يتدبر ثمن دوائه فكيف له أن يدفع تكلفة جلسة الغسيل 82500 أي ما يقارب 165 ألف ل.س أسبوعياً.
وأجمع المرضى على القول: قرار رفع تكلفة جلسة الغسيل يعني أن وزارة الصحة ترمي بعشرات مرضى غسيل الكلية إلى مصير معروف وهو الموت لأنهم لا يستطيعون العيش من دون غسيل الكلية، وفي الوقت ذاته لا يستطيعون تأمين المال اللازم لقاء تسديد قيمة جلسة الغسيل.
وبيّن المرضى أنهم لدى سؤالهم عن سبب رفع تكلفة الغسـيل، حصلوا على إجابة واحدة وهي أنها تعود إلى قرار وزير الصحة الأخير حول رفع قيمة الخدمات المقدمة في المشافي.
وطالب المرضى وزارة الصحة العدول عن قرار رفع تكلفة جلسة الغسيل، لأن مريض الكلية لا يستطيع العيش من دون الجلسات، وفي الوقت ذاته لا يملك المال لدفع التسعيرة الجديدة.
وتواصل “أثر” مع مصادر في وزارة الصحة، والتي أكدت رفع تكلفة جلسات غسيل الكلية بعد القرار الصادر عن الوزارة في حزيران الماضي والذي يتضمن تحديد التعرفة الجديدة للمعاينات الطبية وأجور المشافي.