خاص|| أثر برس لا تزال سوريا تشهد هزات أرضية متفاوتة الشدة في مختلف المناطق الساحلية والوسطى والجنوبية، بعد تسجيل هزة قوية نسبياً قبل يومين في حماة شعر بها سكان معظم المحافظات الأخرى، إذ أعلن المركز الوطني لرصد الزلازل اليوم عن تسجيل 4 هزات لغاية الساعة 8 من صباح اليوم الأربعاء في كل من اللاذقية، حماة والسويداء.
وفي تعقيبه على الهزات الحاصلة في البلاد، قال أستاذ الجغرافيا في جامعة دمشق د. إبراهيم سعيد لـ”أثر”: “بداية ومن الناحية العلمية لا يوجد فرق بين الهزة والزلزال، ولكن هذا التفريق يدخل ضمن الإطار اللغوي فقط، واصطلح لغوياً أن يطلق اسم الهزة على الزلزال الضعيف الذي لا يؤدي إلى أي أضرار”.
وأشار إلى أن الهزة الأرضية القوية أو الزلزال عادة ما تحدث على الفوالق الكبيرة، مثل زلزال شباط 2023، حصل على الصدع العربي الإفريقي، بينما الهزات المتوسطة أو الضعيفة تحصل على الفوالق الكبيرة والصغيرة معاً.
ولفت إلى أن حدوث الزلازل يحتاج إلى تجميع طاقات كبيرة بين الصدوع والفوالق فبالتالي عودتها بحاجة على مدة زمنية طويلة، ريثما يتم تجميع هذه الطاقة، أما الهزات فلا تحتاج إلى الطاقات الكبيرة وتحصل في كل لحظة إذ يوجد يومياً أكثر من 100 ألف هزة أرضية صغيرة تحصل على امتداد القشرة الأرضية ولا نشعر بمعظمها.
أما عن عمق الهزات قال د.سعيد: “60 – 70% من الهزات الأرضية تحدث على عمق لا يتجاوز الـ 60 كيلومتر، وما تبقى يكون على أعماق تصل إلى 300 كيلومتر، وكلما زاد عمق مكان حدوث الهزة أو الزلزال قل تأثيره الملاحظ على سطح الأرض من ناحية أضراره على المباني والبنى التحتية”، مشيراً إلى أن معظم الهزات والزلازل التي تظهر تأثيراتها تكون حصلت على عمق قريب من سطح الأرض وعادة ما يتراوح بين 10 لـ 30 كيلومتر.
تغيرات جيولوجية:
وفيما ذكرت تقارير إعلامية صدرت عند تعرض سوريا للزلزال المدمر خلال شباط 2023، أن هناك تغير حصل في جيولوجية الأرض من ناحية ضعف بعض الينابيع أو اختفاء بعض عيون الماء الصغيرة، قال سعيد إن الهزة التي حصلت أول أمس من المستحيل أن تحدث أي تغيير في جيولوجية الأرض بمعنى ضعف الينابيع أو أن تغور العيون كونها تعتبر ضعيفة الشدة.
وبين سعيد أن أهم خصائص الزلزال أو الهزة هي عدم القدرة على التنبؤ بوقته أو شدته أو مكانه الدقيق، وإنما يمكن أن يتم توقع مكان الفالق أو الصدع الذي قد يقع عليه الزلزال لكن دون معرفة المنطقة، وكون حجم الطاقة المتجزئة له علاقة بحركة الصفائح، لذلك فإن الأماكن التي ستتحرك من الصفائح هي الأماكن التي فيها ضغط، شرخ أو حركة.
وأشار إلى أن القشرة الأرضية متحركة في كل مكان وليست ثابتة لكن الصفائح الكبيرة بحاجة إلى طاقة كبيرة لتحريكها، والصفائح الصغيرة بحاجة إلى طاقة صغيرة لتحريكها وبالتالي قد تؤدي بعض الزلازل إلى حدوث فوالق أو صدوع ولكن مع التكرار قد تتعمق نتيجة أمور عدة مثل حفر الأودية وشدة الهطل المطري المتكرر.
وكان مدير مركز الرصد الزلزالي د.رائد أحمد قال في تصريح سابق لـ”أثر” إن وقوع هزات ضعيفة إلى متوسطة الشدة أمر وارد، لكن حدوث زلازل مدمرة أو عنيفة فهو أمر مستبعد جداً إذ تبلغ احتمالية حدوثه 2 بالألف.
يشار إلى أن الهزة التي حدثت أول أمس ومركزها حماة كانت بقوة 5.4 ريختر لم تتسبب بالكثير من الخسائر والأضرار البشرية المباشرة، باستثناء بعض الحالات من الخوف والهلع، في حين نزل العديد من سكان المحافظات السورية إلى الشوارع خوفاً من حصول هزة أقوى حينها وفقاً لما رصده مراسلو “أثر” في المحافظات.
حسن العبودي