أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء أن وزير خارجية حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بو حبيب، أجرى خلال مؤتمر بروكسل 8 الذي عُقد في العاصمة البلجيكية، اتصالات مع الوزراء العرب الذين تستضيف بلادهم مهجرين سوريين وهي الأردن والعراق ومصر، موضحاً أنه تم الاتفاق على خطة موحّدة للاتصال بالجانب السوري ودعم التعافي المبكر في سوريا.
وأكد ميقاتي في جلسة السراي الحكومي عُقدت أمس الثلاثاء، أن “لبنان قدّم للمرة الأولى عرضاً لخطة عمل واضحة ومحددة لتنظيم ملف النازحين السوريين في لبنان، وهذه الخطة تبنتها الحكومة ودعمها المجلس النيابي بالتوصيات التي أصدرها، وقوامها التنسيق بين مختلف الوزارات والأجهزة المعنية ضمن مهل زمنية محددة”، وفق بيان نشرته رئاسة مجلس الوزراء اللبناني.
وقال ميقاتي: “خلال المحادثات أكد وزير الخارجية، الذي كنت على تواصل دائم معه، طلب لبنان البدء بخطة التعافي المبكر في سوريا، وفصل مسألة النازحين عن الاعتبارات السياسية وإيجاد مناطق آمنة في سوريا للبدء بالعودة، وأجرى اتصالات مع الوزراء العرب الذين تستضيف بلادهم نازحين سوريين وهي الأردن والعراق ومصر وتم الاتفاق على خطة موحّدة للاتصال بالجانب السوري ودعم التعافي المبكر في سوريا”.
وأكد ميقاتي أنه “حدث توافق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على كل النقاط التي طرحها لبنان ومن أبرزها تسليم كل المعطيات التي في حوزة المفوضية فيما يتعلق بالنازحين السوريين”.
واقترح ميقاتي تشكيل لجنة سياسية – تقنية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء للتواصل مع الحكومة السورية، على أن تتقرّر عضوية بعض الوزراء في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.
وأكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد اللـه بوحبيب، خلال اجتماع بروكسل 8 أن “استمرار معالجة أزمة النزوح السوري بالمنطق والتفكير نفسه، أي فقط بتمويل النازحين حيث هم، بدل البحث عن حلول بديلة يشكل خطراً على جيران سوريا وأوروبا معاً”.
وأضاف أن “الوقت حان للعمل معاً جميعاً في حلّ مسألة النزوح بمراجعة سياسة الدول المانحة، وندعو اليوم مجدداً لمشاركة جميع الأطراف المعنية في مؤتمرات كهذه، لأن لا حلّ مستدام للنزوح من دون وجود كل الأطراف المعنية بالأزمة على الطاولة معنا، لقد ازدادت الأحوال سوءاً في لبنان منذ اجتماعنا الأخير، العام الماضي في بروكسل، إذ تحوّل بلدنا إلى سجن كبير وضخم تصدعت جدرانه لم يعد قادراً على تحمل هذا الكم من النزوح ولهذه المدة الطويلة”.
وطالب بو حبيب المجتمع الدولي بـ”الحدّ الأدنى من البنى التحتية اللازمة للحياة الكريمة للنازحين” وذلك بتأهيل القرى المدمرة في سوريا، ضمن مشاريع أنموذجية، كي تصبح قابلة للحياة والتعافي بتنفيذ مشاريع محلية، إضافة إلى “فصل السياسة عن النزوح لأن عودة النازحين يجب أن لا ترتبط بالحلّ السياسي”.
وفي حزيران 2023 استقبل الرئيس بشار الأسد، وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، وشدد على “ضرورة عدم تسييس ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”، مؤكداً أن “العودة السليمة للاجئين السوريين هي الهدف الأسمى لدى الدولة السورية؛ لكنه مرتبط بتوفير متطلبات إعمار البنى المتضررة في القرى والمدن التي سيعودون إليها، وتأهيل المرافق الخدمية بمختلف أشكالها، إضافة إلى ضرورة تنفيذ مشاريع التعافي المبكر الضرورية لعودتهم”.
وأضاف الرئيس الأسد أن “مؤسسات الدولة السورية اتخذت الكثير من الإجراءات التي تساعد على عودة اللاجئين، وتعمل على تأمين ما يدعم استقرارهم بعد عودتهم ضمن الإمكانيات المتاحة”.
وجاءت هذه الخطوة اللبنانية خلال مؤتمر بروكسل 8 الذي عُقد يوم الاثنين 27 أيار الجاري، في العاصمة البلجيكية، بعنوان “مستقبل سوريا والمنطقة” بهدف “تجديد الدعم المالي والسياسي للأزمة القائمة في سوريا منذ 13 عاماً، وتداعياتها على الدول المضيفة للاجئين” من دون أن يطرح فكرة تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم والتواصل مع دمشق بهذا الشأن.