خاص|| أثر برس فيما تسعى وزارة الزراعة لمكافحة عشبة زهرة النيل والتي تنتشر في المسطحات المائية ومجاري الأنهار في سوريا، بيّن مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة الدكتور إياد محمد لـ”أثر” أن المديرية تعمل سنوياً وبشكل دوري على تنفيذ حملات تعزيل لجوانب الأنهار والأقنية المائية والسدود في المواقع المنتشرة فيها عشبة زهرة النيل وذلك نظراً لما تسببه من أضرار كبيرة في البيئة المائية.
وأضاف محمد: يكمن الهدف من حملات التعزيل إلى التخلص الآمن من هذه العشبة الخطيرة التي تهدد الموارد المائية في محافظات حماة، طرطوس واللاذقية، إذ يتسبب نبات زهرة النيل في تبخير كمية كبيرة من المياه العذبة المخصصة للزراعة، كما تهدد التنوع الحيوي والبيئة المائية بما فيها الثروة السمكية، بالإضافة إلى سد وإغلاق قنوات الري الخاصة للزراعة.
وبيّن محمد أن المديرية بصدد تنفيذ برنامج مكافحة متكامل للعشبة بالتعاون مع منظمة الفاو يتضمن: المكافحة الحيوية، المكافحة الميكانيكية باستخدام الحصادة المائية والتعزيل اليدوي وسيترافق ذلك مع إطلاق حملة تعاون ودعم وتوعية للمجتمع المحلي حول أخطار العشبة ليكون شريك مساهم بعمليات المكافحة كما يناقش البرنامج طرق التخلص الآمن من العشبة وإمكانية الاستفادة منها ووضع برنامج إنذار وتنبؤ للآفات المائية الغازية.
وأوضح محمد أن العشبة موجود حالياً في المجاري المائية بمحافظتي طرطوس وحماة مؤكداً أنه تم استئصالها بشكل شبه كامل من سدود وأنهار محافظة اللاذقية.
وأضاف محمد أن انتشار العشبة كبير بمجاري الأنهار في محافظة طرطوس، مدللاً على ذلك بوجودها على طول نهر الأبرش بمسافة تتراوح 9كم، وفي نهر العروس بمسافة الطولية للإصابة 3,5 كم اعتباراً من نقطة التقائه بمجرى نهر الكبير الجنوبي والذي بلغت المسافة الطولية للإصابة فيه 14,5 اعتباراً من مصبه، مشيراً إلى أن الإصابة كثيفة في نهر الكبير الجنوبي لعدم إمكانية تعزيله، كما تنتشر العشبة بقناة للري في قرية عرب الشاطئ بمسافة طولية 0,5 كم متصلة بمجرى نهر الأبرش.
وفيما يخص انتشار العشبة في محافظة حماة، بيّن محمد أنها تنتشر ضمن كامل جسم سد محردة تقريباً وارتفاع النبات أقل منه في السنوات السابقة، وهذا يعزى لنشاط وفعالية تأثير العدو الحيوي للعشبة (سوسة زهرة النيل)، كما تنتشر في مجرى نهر العاصي وذلك من منطقة شيزر حتى منطقة العشارنة وكذلك على المصرفين الرئيسيين A و B وعلى نقاط التقاء المصارف الفرعية مع الـ A و B ، وتقدر المسافة الطولية لانتشار العشبة بحوالي 100 كم طولي في المجاري المذكورة.
تجدر الإشارة إلى أن النبتة الواحدة من زهرة النيل تشغل مساحة كبيرة في الموسم الواحد، وتعوق تدفق الماء وقد توقفه كلياً في قنوات الري، وتتراكم أوراقها وجذورها بسماكة قد تصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار وتكلّف إزالتها مبالغ طائلة، كما أنها تستهلك كمياتٍ هائلة من المياه، إضافة إلى امتصاصها كمياتٍ كبيرة من الأوكسجين المذاب في الماء، ما يغيّر من طعمه ويجعل رائحته كريهة، وينتج عنها بيئة غير صالحة لأنواع الأحياء النافعة، وتشجّع على نموّ أحياء أخرى ضارة، فتكون بذلك ملوّثة للبيئة وتشكل تهديداً حقيقياً للثروة المائية في البلدان التي تنتشر فيها.
باسل يوسف – اللاذقية