خاص|| أثر برس بالتزامن مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تفشي فيروس “جدري القردة”، أكد مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي لـ “أثر” أن وزارة الصحة وعبر مديريات الصحة بالمحافظات تواصل عملها المتضمن متابعة تقصي وترصد الأمراض التي تنتقل عبر الدول والحالات المشتبهة في المعابر الحدودية (البرية – البحرية -الجوية) وضمن مؤسساتها الصحية ومنها جدري القردة.
وأوضح د.السهوي أن وزارة الصحة كانت قد عممت على جميع مديريات الصحة في كافة المحافظات في شهر تموز عام 2022 التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والإجراءات الواجب اتخاذها لمنع دخول الحالات المشتبهة وسرايتها محلياً في البلد، وذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية (لجنة الطوارئ) في اجتماعها الثاني الذي تم عقده في السابع عشر من شهر تموز لعام 2022، بسبب تفشي مرض جدري القردة في بعض الدول ومنها بريطانيا والذي يشكل حالة طوارئ صحية عالمية تثير قلقاً دولياً وذلك استناداً إلى معايير اللوائح الصحية الدولية.
وأضاف: “منظمة الصحة العالمية جددت مؤخراً مخاوف انتشار هذا المرض حيث صرح مديرها تيدروس أدهانوم بأنه يدرس إعلان حالة الطوارئ العالمية بسبب تفشي فيروس (جدري القردة) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإصابة حوالي 27000 شخص، توفي منها أكثر من 1100، معظمهم من الأطفال منذ بداية عام 2023، وقد قالت بدورها خبيرة مرض جدري القردة في منظمة الصحة العالمية، روزاموند لويس، إن هناك خطراً من أن يتسارع انتشار المرض إلى دول أخرى بعيداً عن المنطقة، مما يستدعي زيادة اليقظة”.
وتابع لـ “أثر”: “سوريا وانطلاقاً من الالتزام باللوائح الصحية الدولية تواصل عملها من خلال فرق الترصد والتقصي المتضمن تعزيز الترصد الوبائي لأي وباء ففي المعابر الحدودية يتم ترصد الحالات المشتبهة من ضمن القادمين عبر المعابر (الجوية – البرية – البحرية) الذين لديهم علامات وأعراض تدل على إصابة المسافر بجدري القردة، والتدابير الواجب اتخاذها للوقاية من العدوى ومكافحتها، وطريقة تقديم الرعاية الطبية اللازمة”.
وأكد الدكتور السهوي أنه وحتى تاريخه لم يبلغ المركز الوطني للوائح الصحية الدولية في وزارة الصحة وهو المعني بالإخطار عن أي جائحة أو وباء في دول الجوار، مشيراً إلى جهوزية القطاع الصحي العالية الاستباقية من خلال تعميم الإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها على كافة فرق الترصد المبكر والتقصي الوبائي في المحافظات كافة وللعاملين الصحيين في المعابر الحدودية خاصاً.
ونوه مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي بأن هدف تعزيز الترصد الوبائي في المعابر الحدودية هو للكشف عن الحالات المصابة والإبلاغ عنها بالسرعة المطلوبة منعاً لسرايتها محلياً قدر الإمكان، موضحاً لـ “أثر” أن أي شخص لديه علامات وأعراض متوافقة مع عدوى فيروس جدري القردة أو حالة مشتبهة أو محتملة أو مؤكدة، يخضع للعزل وللمراقبة الصحية مع منعه من السفر محلياً ودولياً حتى اعتباره لا يشكل خطراً على الصحة العامة (شفاء).
وبيّن د.السهوي أن جدري القردة ينتشر من خلال: “الاتصال الوثيق بالفرد المصاب هو المسبب لانتشار فيروس جدري القردة، والاتصال الوثيق بالحيوانات المصابة، وتناول لحوم الحيوانات المصابة، وعن طريق الاتصال الجنسي وخاصة العلاقات غير الشرعية”.
وحسب د.السهوي، فإنه يتم تشخيص المرض بواسطة عدد من الاختبارات منها: “المقايسة المناعية الأنزيمية، اختبار الكشف عن المستضدات، مقايسة تفاعل البوليميرازي المتسلسل(PCR)، وعزل الفيروس بواسطة زرع الخلايا”.
وعن أعراض جدري القردة، قال مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي: “فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور الأعراض) تتراوح بين 5 – 21 يوماً، متابعاً: “تقسم مرحلة العدوى إلى فترتين: الفترة الأولى: فترة الغزو ومن أعراضها: الحمى، ألم عضلي وألم أسفل الظهر، وهن عام شديد، صداع شديد، تورّم بالغدد الليمفاوية وهي السّمة التي تميّز الإصابة بجدري القرود عن مرض الجدري، أما الفترة الثانية هي فترة ظهور الطفح الجلدي ويكون مؤلم على الوجه والجسم، وخاصة داخل الفم وراحتي اليدين وباطن القدم (حيث هذا الطفح الجلدي هو عبارة عن حبوب تحتوي على سائل، محاطة بدوائر حمراء) وعادة تختفي خلال فترة تتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع”.
وحول طرق الوقاية بين الدكتور السهوي لـ “أثر”أنه يجب الابتعاد عن ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تأوي الفيروس، وتجنب ملامسة أي مواد للمصاب مثل الفراش، وعزل المرضى المصابين وغسل اليدين الجيد بعد ملامسة الحيوانات المصابة أو البشر باستخدام معقم اليدين المعتمد على الكحول، واستخدم العاملين الصحين معدات الحماية الشخصية (PPE) عند رعاية المرضى.